كُوباني أكثر أمناً للغنّامة من وسط سوريا..

كُوباني أكثر أمناً للغنّامة من وسط سوريا..

Sep 05 2018

برجاف|كوباني :خاص
ما إن تمدّ بصرك وأنت سائرٌ في طرق كُوباني، سواءاً نحو الشرق(كري سبي)، أو الغرب ، أوالجنوب حتى تجد خيّم للغنّامة.
على كل سفح جبلٍ أو تلةٍ تجد عدد من الخيّم وبجانبها صهاريج ماء، والنسوّة يعملّن في تسخين الحليب أو الطبخ.
ولا تستغرب وأنت تحدق في كل خيمة تجد الدخان يتصاعد، والذي سرعان ما ان أصبح هذا الدخان ملازماً للخيّم، ويبدو كما لو إنّ هذا الدخان علامة استقرار الغنّامة وثبات وجودهم في أماكن اختيارهم برضاهم.
"لا أحد يحدد لنا أماكن تواجدنا، فنحن نختار المكان الذي يتسع لأغنامنا" يقول صاحب الخيمة، وهو من سكان البادية.
وعبر التاريخ تشكل كُوباني مقصد الغنامة، وهي لذلك سُميت بـ"عين العرب" نسبة إلى النبع الذي يقع شرق كُوباني وكان المحل الذي يسقي الغنامة "دوابهم" أغنامهم.
"نحن نأت كل فصل إلى عين العرب، وأهلها مضياف ولا يضايقنا أحد، صرنا منهم" يقول جاسم العباد، وهو أحد رعاة الغنم وهو من السخنة في سوريا الوسطى.
ويضيف العباد"في الحقيقة كُوباني أكثر أمناً. عند وجود داعش في كُوباني ذهبنا إلى منطقة قريبة من الطبقة لكن نهبونا وأخذوا منا الكثير من الرؤوس".
ولَم يغبْ الغنّامة عن كُوباني غير فترة داعش، وحتى أثناء الصِدام بين الكُرد وفصائل الإسلامية كان الغنّامة يعيشون في أراضي كُوباني المتراميّة الأطراف .
ويقصد الغنّامة كُوباني في شهر حزيران، وما أن ينتهي فصل الخريف حتى يرحلون إلى ديارهم، وفِي غالب الأوقات يسرحون أغنامهم في محل الزرع بلا مقابل مالي باستثناء محل القطن والذي يشترون بأثمان بخسة.
وغالب الغنّامة هم من تدمر ، ودير حافر، والبادية وريف حمص.
وأصبح توزع الخيّم على طول وعرض مساحات واسعة من جغرافية كُوباني أمراً ملفتاً، ما يعني إنهم يشكلون في فصلي الصيف والخريف جزء من السكان الطبيعيين، مع أن وجودهم لا يساهم في إغناء سوق الغنم سواء في كُوباني أو ريفها.
"نحن لا نبيع الأغنام، وعادة نحن نؤمِن أماكن أكثر وفرة لإطعام الغنم، فبيع أغنامنا في وقتها، وهو الوقت الذي لا نكون هنا"، يقول الراعي العباد، ويتابع" العرب لا يبيعون الغنم العرب يزيدون من رؤوس أغنامهم".
ويتصف غالبية الغنّامة بكرم الضيافة حيث أسسوا لأصحاب المساحات الواسعة علاقات وطيدة وتحدث بينهما تبادل في الزيارات، والغنّامة يقدمون الذبائح.
وما يثير للانتباه انّه يمكن أن تقول في كل قرية غنّامة وبجانب كل عددٍ من البيوت خيمة الأمر الذي يغطي مساحات أرض كّوباني الخيّم والأغنام!