المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!

المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!

Aug 14 2018


برجاف| أجرت الحوار :مهناز دللي

أزمة الليرة التركيّة تتفاقم، ويوماً بعد يوم تبرز هشاشة وضع العملة في تركيا، ويحرج سوق المال والأعمال، الاقتصاد الهش لأي بلد يحدد مساره السياسي الهش هكذا يقول المنطق العام للسياسة، قوة أي دولة بقوة اقتصادها، ومسألة الديون ؛ فتركيا صُنفت من أكثر الدول سوءاً في حيّز الديون، وكون أنّ أزمة الليرة تؤثر بشكل مباشر على المزاج العام التُركي وتنعكس على المسارات السياسيّة، فإنّه من الأهميّة بمكان البحث عن ماهيّة الازمة وانعكاساتها على مستقبل تركيا كدولة إقليميّة؛ عن الليرة والوضع الإقتصادي وانعكاساتها حاورت برجاف المحلل المالي، والباحث الإقتصادي خورشيد عليكا، وهو مدرس في جامعة الحسكة قسم الاقتصاد سابقاً، وأدناه نص الحوار:
- كباحث ومحلل اقتصادي، كيف تقيّم انهيار الليرة التركيّة بهذه السرعة؟
* إنّ النمو الإقتصادي في تركية المدفوع بالديون الدولارية ادخل الإقتصاد التركي في حلقة مفتعلة حيث تجاوز الدولار الواحد عتبة 7 ليرات تركية كما أنّ الإقتصاد التركي يعاني من مشاكل عديدة ومنها تسارع العجز في ميزان الحساب الجاري ، وبلغت ديون الشركات والبنوك 560 مليار دولار وهناك ديون مستحقة هذا العام تقدر بحدود 100 مليار دولار كما أنّ التوترات مع الولايات المتحدة على خلفية قضية القس(والمعتقَلين الأمريكيين الاخرَين) بالأضافة الى عدم رغبة السلطات التركية في رفع أسعار الفائدة.
- ما سبب هبوط الليرة التركية بهذه الدراماتيكية فقط لأنها واجهت حدث طارئ؟
*هبوط الليرة التركية في هذه الأيام يبدو له علاقة بالتجاذبات السياسيّة ولا سيما في علاقة تركيا بأمريكا ، والتي تستمر في دفع الأزمة للاتجاه نحو مزيد من التفاقم ، كما إن تركيا تعاني من اضطراب سياسي واقتصادي وكما أنّ الليرة التركية تمر بضغوط قبل موجة الخلاف مع أمريكا .
- هل كل العمولات الوطنيّة تعيش نفس الحالة عندما تواجه الدول أزمات أو احداث لها بعد سياسي؟
* لكل دولة وضعها الخاص ففي الوضع التركي حيث افرطت الشركات التركية في الحصول من البنك المركزي على قروض مسيرة أغلبها بالدولار مدفوعة بذلك من رئيس تركيا الذي اعتمد على استمرار البنك في الحفاظ على الاقرض لمعدلات فائدة منخفضة . كما أنه بتدخلها بالسياسية النقدية الأمر الذي دفع بالبنك المركزي أن يفقد استقلاليته .
- هل للعقوبات الأمريكية على الوزيرين التركيين سبب في ذلك أم أنه تصاعد في خلاف التركي الأمريكي؟
* طبعاً أن التوتر التركي مع الولايات المتحدة الامريكية على خلفية احتجازهم منذ سنتين القس برونسون وعدم استجابتهم لطلب الرئيس الامريكي بضرورة اطلاق سراحه فوراً ، وعلى اثره امر الرئيس الأمريكي ترامب بزيادة تعرفة الصلب والالومنيوم التركي مما صعد من الخلاف بين الطرفين بعد ان شمل العقوبات الوزيرين التركيين مما شعر المستثمرين بقلق متزايد بشأن ارتفاع التضخم . كما شكك المستثمرين من استقلالية البنك المركزي التركي .
- هل لحصار ايران اقتصادياً والذي سينفذ بعد عدة أيام سبباً أو تأثيراً في سقوط قيمة الليرة؟
* طبعاً سيكون لها اثر على انهيار قيمة الليرة التركية حيث ان التبادل التجاري بين البلدين يتم في مستويات عالية، وأيضاً فرض امريكا الحصار على مواد الصلب، كما أن ضلوع أحد أكبر البنوك التركية في خطة تستهدف تخفيف وطأة العقوبات على ايران من أحد القضايا التي دعت أمريكا لفرض عقوبات على تركيا
- ماذا تتوقع أن تفعل الحكومة التركيّة لكي تحافظ على قيمة الليرة؟
*من المحتمل أن يتخذ الوزير المالي خطة لدعم القطاعات والمصارف التي تتأثر بصورة أكبر من التقلبات في العملات ؛ ونحن سمعنا أنّ اردوغان يعتبر أن انهيار الليرة هو جزء من مؤامرة خارجية ضد تركيا وأعلن اردوغان أن بلاده تخوض حرب اقتصادية ضد قوى خارجية . وطالب مناصريه بإنقاذ الليرة عبر شرائها بالدولار واليورو كأفضل رد على الغرب .
- في العموم ماذا على الدول فعله اذا واجهت مشاكل مثل ما تعاني تركيا؟
* لكل دولة وضعها السياسي والإقتصادي الخاص بها و كوضع تركيا إن تمكنت الحكومة التركية من تحقيق وتنسيق علاقات سياسية النقدية وأعطى المصرف المركزي مزيد من الاستقلالية يمكن لها أن تقلل من أثار الازمة
- برأيكم هل ربط العملة الوطنية بالعملة الأجنبية او بالذهب سبب مباشراً في انهيار قيمة الليرة التركيّة؟
* لا بالعكس في الحالة التركية لا بد من ربط العملة التركية بالعملة الاجنبية القوية مثل الدولار او اليورو أو تثبيتها بالذهب 100% وسيكون لها اثر كبير على استقرار قيمة العملة التركية وهذه الاستراتيجية اتخذتها سنغافورا في أزمتها الاقتصادية عام 1997.
- ما تداعيات انهيار الليرة على المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟
* هبطت أسهم اوروبا بفعل تضرر البنوك من الاضطراب في تركيا. تراجع مستوى النمو الاقتصادي .. تراجع حجم الاحتياطيات النقدية من العملات الاجنبية . ارتفاع مستوى التضخم التي سيكون لها تركيز على القوة الشرائية للموطنين وعدم قدرتهم بالتالي لتأمين خدماتهم .
- هل بوسع ايران مساعدة تركيا في ازمتها، حتى تستطيع تركيا الخروج من المأزق أو تحافظ على مكانة الليرة؟
*ايران بدأت تخضع لحصار اقتصادي وهناك مظاهرات داخلية بسبب انهيار قيمة عملتها وارتفاع معدلات التضخم . كما ان اغلبية الشركات الاوربية غادرت ايران وتركيا بسبب العقوبات الامريكية التي ستطالها ان استمرت بالتعاون مع ايران .. وبالتالي ايران وتركيا تمران بمرحلة حرجة..
- مفتاح الحل بيد من ؟
*يبدو بيد رئيس البلاد، وكان من المفترض ، اذا أرادوا تصحيح الوضع، عدم ممارسة الضغط على البنك المركزي لعدم رفع اسعار الفائدة من أجل الاستمرارفي تغذية النمو الاقتصادي والتي تؤدي إلى خطورة اجواء الشك في الاقتصاد التركي وتقلق المستثمرين كما يجب عليه عدم التدخل في السياسة النقدية للبنك المركزي ومنحها مزيداً من الأستقلالية .
- هل من كلمة الاخيرة؟
*ان النظام الاقتصادي التركي لا يشبه الانظمة الاقتصادية العربية ولديها خبراء اقتصاد . وان استمرت الأزمة لمدة 6 الى 8 اشهر سيكون اثرها مرحلي وستتغلب عليها . كما ان اغلبية مضاربي العملة هم من السياسيين المقربين من اردوغان وينفذون اجندته