شيرزاد بصراوي، الناشر، وصاحب دار آڤا لبرجاف: لنرى كيف ستنعكس علاقاتنا مع الآخر المختلف؟!

شيرزاد بصراوي، الناشر، وصاحب دار آڤا لبرجاف: لنرى كيف ستنعكس علاقاتنا مع الآخر المختلف؟!

Sep 28 2021

برجاف| أجرت الحوار: مروى حسين
الناشر شيرزاد بصرواي، صاحب دار نشر آڤا، يقيم في أوربا، وسرعان ما تجده في كُوباني، مسقط رأسه.
دخل المشهد الثقافي الكُردي بشكل مختلف وعزز فيه مكانه، أسس دار آڤا ووسع من نشاطه الثقافي، وفتح "كوة" التواصل مع غالبيّة المثقفين والأدباء والكتًاب الكُرد، وحقق لهم فرص لطباعة الكتب والمخطوطات.
بصراوي لم يقف في حدود البيع والنشر بل حمل كتب المبدعين الكُرد وتنقّل بها في ولايات الدول الأوربيّة، ليشكل معرضاً متنقلاً، ليغني هذا الحراك الثقافي من خلال منصات حوارية ثقافية وعقد أمسيات حوارية ثقافية.
وحول نشاطه ونشاط آڤا ومدى تأثير ذلك على المشهد الثقافي كان لبرجاف حوار معه، وأدناه نص الحوار:

-ما أصل الفكرة، نقصد فكرة المعرض؟

الفكرة هي العودة للكتاب، والوصول للقارئ وخلق حالة التواصل الفيزيائي بين الكاتب والقارئ من جهة، والناشر والقارئ من جهة أخرى، ذلك بعد الانقطاع الذي سببه وباء كورونا وما رافقه من قيود وإجراءات شُلت فيها الفعاليات الثقافية.
أما المحاضرات والموسيقى والغناء فهي أنشطة مرافقة لبرنامج المعرض، إلى جانب قيام الكاتب المتواجد في المعرض بتوقيع كتبه للقراء.

-إلى أي مدى ساهمت دار آڤا في اغناء المكتبات المنزلية الكُردية؟

حقيقة إنّ الجواب على هذا السؤال حتماً لن يكون دقيقاً ما لم يكن مستنداً إلى إحصائية، لكن أستطيع القول أنّنا في دار آڤا أَوصَلْنا الكتاب الذي كاتبه في الداخل السوري بالقارئ المقيم في الخارج والعكس صحيح.
آڤا أول تأسيسها منذ عامين في كوباني وإلى الآن تركز على إقامة حفلات التوقيع لكُتّابها كلّ منهم حسب مكان إقامته، سواء في الوطن أو إقليم كردستان العراق أو أوروبا.
في العاشر من هذا الشهر أطلقت آڤا معرضها الأول الخاص بمنشوراتها في عدة دول ومدن أوروبية، بدءاً من مدينة آرنهيم الهولندية، مروراً بساربروكن، إيسن، برلين، هامبورغ وبوخوم الآلمانية في الشهر القادم. ثم السويد، النمسا، فرنسا والدنمارك مروراً بالسليمانية، أربيل ودهوك، ويختتم المعرض في كوباني في الكانون الأول.

-ما أبرز التحديات التي تواجه عقد معرض من هذا النوع؟
عموماً التحديات كثيرة، وخاصة أنّ جائحة كورونا ما زالت تُلقي ظلالها على العالم، وتُفرض بموجبها القوانين التي تحدّ من عدد المجتمعين، والآلية التي يجب أن يقوم عليها التجمع.
كذلك الأمر بخصوص آلية تنقلنا بين المدن الأوروبية، تجهيز أماكن المعارض، دعوة الكُتّاب والأمور اللوجستية الأخرى وخصوصاً أن العمل هو ذاتي، وليس برعاية الحكومات أو المؤسسات الثقافية كما هو الحال في سائر دول العالم.
في مجتمعنا لم يصبح النشر ثقافة حتى يتحول إلى صناعة، أي الناشر قد يعيش من المردود لكن الكاتب حتماً يعيش من عمل آخر.

-هل ساهمت هذه المعارض في انتعاش سوق الكتب في أوربا؟
القراءة عموماً في تراجع، والغلبة باتت للقراءة الالكترونية على حساب الورقية خاصة في السنوات العشر الأخيرة، أصبَح القارئ يستغني تدريجياً عن الكِتاب المنشور ورقياً وخاصة إن لم يكن ذات جودة عالية من حيث الورق والحبر.
هذا التراجع متعلق أيضاً بضُعف الإعلام الثّقافي وتراجُعه الظّاهر بالمُقارنة مع ما كان عليه قبل عشر سنوات أو أكثر. وهو تراجع في جوانب منه على ارتباطه بانحسار الإعلام في السياسة وغياب كلي واضح للمجلات الثقافية الداعمة لنشر الكتاب والإعلام بصدوره.
لكن نلاحظ أنّنا وبهذه المعارض نقوم بترميم هذه الفجوة عند طريق الترويج للكِتاب، تسويقه إعلامياّ، الدور الإعلامي المرافق للمعارض وإيصال القارئ بالكاتب.

-رأينا ثمة شراكات بينكم كدار آڤا مع دور نشر أخرى، هل يمكن القول أنّ بناء الجسور بين دور النشر في بلادنا قائم؟
إلى الآن لم نتشارك مع أي دار أخرى في المنشورات، أي ليس لنا طبعات مشتركة مع دور أخرى سواء كردية أم عربية. لكنّنا في معارضنا نروّج ونسوق كتب دور نشر أخرى مثل نقش التي مقرها في قامشلو و نوسيار التي في السليمانية.
هذه الجسور قائمة ما دامت الرسالة الثقافية قائمة والتنافس كان على تقديم الأهم والأجمل، والأهم أنّه ما زال سوق النشر في روجافا في طور الحَبو ولم يصل للمشي، وبذلك لن تكون هناك عداوات ومنافسات تجارية وستبقى بناء جسور العمل والتفاهم قائمة ما لم تتحول إلى صناعة.

-هل وجود آڤا من بين دور النشر أثّر في لفت نظر دور النشر إلى المسألة الكُرديّة؟
سؤال مهم جداً. في الحرب السورية الأخيرة وما رافقتها من أحداث مهمة لفتت نظر العالم إليها، مثل الإعلان عن إقامة دولة داعش الإسلامية، وبعد القضاء عليها من الحكومات المتواجدة هناك، لم تستطع تلك الحكومات توثيق تلك الحقبة بالكتاب و تعريف القارئ العربي في مصر وموريتانيا والمغرب مثالاً بالمقاومة والمجازر التي حدثت هناك، وكذلك على أقل تقدير لم تستطع التعريف عن نفسها بعيد عن السلاح، فالمعروف لدى القارئ الغربي والعربي أنّ الذين قضوا على داعش هم الكُرد، الكُرد الذين يُوصفون بالمحاربين الأشداء وتعريفهم بات مقترناً بالسلاح وحده!!
آڤا التي انطلقت من كوباني أخذت على عاتقها هذه المهمة، مهمة تعريف الآخر بالكُردي السوري وثقافته والوضع الذي يعيشه في الحرب السورية، هذا التعريف الذي يستنبط من التحليل المجتمعي بعيداً عن صوت الرصاص.
في ٢٠٢١ وضعت آڤا مشروعها الخاص بترجمة "أدب الحرب"، الأدب الذي كتبه كُتّابٌ غربيون، لنرى كيف ينظر الآخر المختلف لنا، كيف نحن في نظره، بدأنا بترجمة الكتاب الأول "الموت من أجل كوباني" وحالياً نعمل على ٧ كتب أخرى.

-ماذا عن علاقة دور النشر بالكتاب؟
صناعة الكتاب عمل تشاركي متكامل، ابتداءً من الحدث فالكتابة والتحرير، ثم الطباعة والنشر.