سؤال اليوم التالي:مصير العملية السياسيّة السوريّة؟

سؤال اليوم التالي:مصير العملية السياسيّة السوريّة؟

Nov 12 2023

فاروق حجّي مصطفى
بدأ العالم يفكر باليوم التالي بالنسبة لحرب غزّة، فلسطينياً على الأقل؛
في وقتٍ لا يمكن النظر إلى اليوم التالي واقتصاره فلسطينياً فقط، فما جرى كان له أبعاد إقليمية ودوليّة، وكان انخراط المجتمع الدولي واضحاً وبوسائل متنوعة ومتعددة.
إقليميًا :كان الإجتماع الطارئ للدول العربية والإسلاميّة؛
ودولياً: ثمّة جهودٌ كبيرةٌ للهدنة الانسانية على أضعف الإيمان مع بلورة أفكار أو لنسميها خارطة الطريق لبناء الاستقرار ما بعد "طوفان الأقصى"؛
والحال، إنّ أعلاه ليس بأمرٍ جديدٍ بالنسبة للمتلقي فهو ما يتم تداوله اعلامياً طوال الوقت.
بيد إنّ ما يمكن الحديث عنه هو العبرة مما جرى، وأهم العِبْر هي إنّ الدول الإقليمية( العربية، والإسلاميّة) أستطاعت تغليب التناقض الرئيسي على الثانوي، حتى لو كان نظريّاً، فلم يتطرق مسؤول دولة لذكر توزيع المسؤولية عن ما جرى؛ هذا على مستوى قمّة الرياض، أما على مستوى غزّة فلكل يوم درس وعِبْرة.
العِبرة الأهم سوريّاً هي أنّ الدول في محنة غزّة تناست خلافاتها واجتمعت، وأعتقد جازماً إنّ الدول تلك تجنبت الخلافات البينية ليس لأجل فلسطين بقدر ما إنّها صياغة نوع من التماسك على مستوى كل دولة في الجدار الاقليمي خوفاً من تداعيّات حرب غزّة وموجبات اليوم التالي؛
فالتالي هذه المرة لا يقف عند حدود انتقال حماس من كونها قوة حاكمة إلى كونها "خلايا نائمة"، أو بسط سيطرة السلطة الفلسطينية، بقدر ما إنّ الصورة المتوقعة هي شرعية الحكم، وقد يتمدد هذا التصور وهو زوال نموذج دولة إقليمية مهيمنة ودولة عربية تابعة، ويمكن اسقاط هذا الأمر على القوى المعارضة أو التنظيمات في داخل كل دولة.
سوريّاً كان واضحاً إنه تم تغليب القضية الفلسطينية على القضية الوطنيّة، وتم تأجيل كل شيء لمرحلة ما بعد "غزّة" بالرغم من صيحة السيد المبعوث الخاص في احاطته الأخيرة لتفعيل العملية السياسيّة وتجنب سوريا (والذي بحسبه إنّ الحرب وصلت لسوريا)؛
وما هو ملفت إنّ كلام السيد المبعوث صحيح موجّه للمجتمع الدولي إلا إننا كسوريين وكسوريّات لم نستطع فعل شيء قبل أن تنخرط دولتنا في صياغات ما بعد غزّة وهي في حالة هشّة.
لم نقدم أفكار خلاقّة لمكتب المبعوث الخاص من خلال غرفتنا، ولم نطرح التصور المعقول والموضوعي لتقنيات بديلة لأجل درء "اعلان فشل" للعملية السياسيّة؛
بالعموم، تبيّن، وهي بمثابة العِبرة إنّه في السنة الأخيرة مرّت على سوريا هزتين قويتين وتبيّن فيهما كم إنّ الدولة أصبحت من "الدول الفاشلة"؛
الأولى: الزلزال حيث لم تستطع الحكومة الحشد الانساني على مستوى الدول غير سبع دول؛
والثانية: حرب غزّة حيث لم تفكر الحكومة ومعها المعارضة وككل السوريين والسوريّات الانخراط لمرحلة ما بعد غزّة وسوريا بهالة دولة متمكنة وقوية وبأضعف الإيمان مستقرة؟!
وبالرغم من ذلك تتباهى قوانا السياسيّة بصورة أخرى عن نفسها!!