تداعيات الإنسحاب الأمريكي من سوريا

تداعيات الإنسحاب الأمريكي من سوريا

Dec 23 2018

الكاتب والمحلل السياسي بدرخان علي
في حديث بالكُردية لبرجاف ، قال الكاتب بدرخان علي عن تداعيات قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالإنسحاب من سوريا:
هناك فراغ قوة في المنطقة واختلال توازن في سوريا والمنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب المفاجئ بالإنسحاب من سوريا وهناك 3 احتمالات بعد هذا القرار:
- الإحتمال الأول : عدم حصول انسحاب كامل للقوة العسكرية . كأن يتم تعديل القرار أو يخفف خلال مهلة 60-100 يوم المحددة للإنسحاب ، إلى وجود قوة أمريكية رمزية أو انسحاب أمريكي كامل مع بقاء غطاء رمزي لقوات التحالف الدولي غير أمريكية، فرنسية بشكل خاص.الرئيس الفرنسي ماكرون يريد أن يتخذ من الوجود الفرنسي في سوريا قاعدة و مرتكزاً لنفوذ سياسي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط . لكن فرنسا، ومعها دول أوربية أخرى، لا تستطيع الدخول في مواجهة مع محور تركيا-روسيا –إيران-النظام السوري، دون غطاء أمريكي، وستضطر للانسحاب لاحقاً مع انتهاء القتال ضد "داعش" و مع الإنسحاب الأمريكي الكامل إذا حصل.
- الاحتمال الثاني : وهو الأخطر والأكثر ضرراً على سكان المنطقة هو هجوم تركي وشيك. والدولة التركية جاهزة للهجوم منذ مدة. القرار الأمريكي المفاجئ أدى إلى تأجيل الهجوم. لأنه ليس هناك وضوح كافي في قرار ترامب وأبعاده. تركيا قالت أول كلمة عن القرار الأمريكي بعد مرور 48 ساعة . وتركيا تدرس أبعاد الإنسحاب الأمريكي. و أجلت الهجوم. بانتظار وضوح سياسي كاف بعد قرار ترامب، وبانتظار وضوح مواقف روسيا والنظام السوري وإيران. هناك سبب آخر ميداني عسكري تقني، لأن هناك قوة عسكرية أمريكية فرنسية على الأرض ، وهناك طائرات في الجو ومعارك ضد داعش في بعض المناطق. وهناك تخوف لدى تركيا من وجود أسلحة حساسة متطورة في يد قوات سورية الديمقراطية..خلال السنوات الماضية دخلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، لذلك يجب أن تتحقق بنفسها وتدرس الوضع الميداني بنفسها وليس ما يعلن في الإعلام.
الهجوم التركي هو الخطر رقم واحد على سكان المنطقة، وهناك مخاوف لدى جميع السكان.. المنطقة عانت أصلاً كثيراً من داعش ، ومن تحرير المناطق من داعش..هناك ضحايا كثيرة . وهناك مدن ومناطق مدمرة مثل الرقة . ولا تتحمل المنطقة حرباً إضافية. تركيا تريد القضاء على القضية الكُردية في سوريا، والقضاء على القوات الكُردية. و تريد الاستيلاء على شمال سوريا كله من أقصى الغرب إلى ديرك ، وحتى شنغال. وترسم سياستها مع جميع القوى الكبرى وتدخل في مساومات معها على هذا الأساس والهدف المقدس لديها وهو القضاء على القضية الكُردية داخل تركيا وخارجها.
- الاحتمال الثالث : أن تقوم روسيا والحكومة السورية بمبادرة. خاصة إذا كان هناك تفاهم روسي أمريكي وراء قرار الانسحاب الأمريكي ..سواء وجد قبل إتخاذ القرار أو سيحصل بعده. بعد أن تشعر روسيا بارتياح بعد الانسحاب الأمريكي . أن تفتح روسيا علاقة جديدة مع القوات الكُردية و"قسد". بالأساس لا يوجد عداء روسي ضد الكُرد أو القوات الكُردية. كان العداء الروسي للوجود الأمريكي في شرق الفرات، وليس للقضية الكُردية أو القوى الكُردية. لذلك بعد رحيل الأمريكان يمكن أن يحصل تفاهم بين روسيا وأمريكا .أو هناك تفاهم سابق حصل سابقاً بعد لقاء بوتين ترامب في قمة هلسنكي في الشهر السابع من هذا العام. ولقاءات أخرى بين المسؤولين الأمريكان والروس، رغم التوتر والاختلاف بين الدولتين في سوريا وغيرها. يمكن أن تلعب روسيا بدور وسيط إيجابي بين القوى الكُردية والحكومة السورية. رغم مصاعب هذا الاحتمال أيضاً، فالنظام السوري قد لا يمنح حقوقاً للكُرد بشكل جدي ، لكن يمكن لروسيا أن تلعب دوراً إيجابياً في هذا المجال. ويتم انتشار الجيش النظامي السوري وحلفائه في جميع المناطق وحقوق سيادية أخرى للدولة ..يمكن أن يحصل تفاهم ، وبعض الحقوق، واعتراف بالكُرد..وهذا الأمر ليس مضموناً تماماً ويتوقف على المفاوضات. لكن إذا تحقق هذا التفاهم ، سيقلل من احتمال الهجوم التركي كثيراً.