الشباب ودورهم في سوريا المستقبل

الشباب ودورهم في سوريا المستقبل

May 31 2020

سردار شريف
الشباب السوري ومنذ بداية الأزمة السورية هم الأداة الأساسية لكل الأطراف العسكرية الموجودة على الأراضي السورية التي تتقاتل بين بعضها البعض؛ للحصول على المكاسب والمناطق والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية ... ودائماً يكون الشباب هم الضحية الأكبر ونستطيع أن نقول :
هم حجر الشطرنج الذي يتحرك بواسطة أحدٍ ما أو طرفٍ ما، لا يهمه طموحات الشباب السوري بل العكس تماماً.
المسألة الأهم هي تحقيق المكسب الشخصي وليس تحقيق أحلام الشباب .
وبالفعل بقي الشباب طيلة فترة سنوات الحرب على جبهات القتال ويقف السوري ضد السوري وكل طرف يؤكد للشباب أنهم هم الحقيقة الصحيحة في هذه المعركة وان قُتلوا فهم شهداء من أجل سوريا الوطن
آلاف من الشباب السوري فقدوا حياتهم ورحلت معهم طموحاتهم وأحلامهم وما زال السياسيون في كل الأطراف يقفون دقيقة صمت على أرواح الشهداء الشباب الذين كانوا ضحية السياسات الخالية من الأخلاق... سياساتٍ إرادت تصفية سوريا من شبابها عن طريق الحروب والهجرة والإعتقالات والخطف والعنف الذي ليس له نهاية .
كل هذه الفترة من الحرب السورية لم يذكر أي طرف عن دور الشباب في سوريا المستقبل وفي المراحل القادمة عن أهمية الشباب في امكانية قيادتهم للمجتمع السوري واستخدام فكر الشباب لصناعة السلام في الأراضي السورية المقسمة حاليا وأُهُمل الشباب تماماً وتم استخدامهم فقط في الحروب والنزاعات التي كثيراً تكون دون نهاية .
ورغم أنه في الكثير من دول العالم يعتبر الشباب هم الثروة الحقيقية لتطوير حضاراتهم ومصدر قوتهم وهم الحاضر والمستقبل إلى أن في سوريا اختلف هذا الشيء تماماً فلم يتم تسليط الضوء على أهمية الشباب ودعوتهم إلى منصات الحوار والمؤتمرات فهم الدور الأساسي للخروج من الأزمة السورية ونزع السلاح من كل الأطراف التي كانت سبباً في خسارة سوريا لعددٍ كبيرٍ من طاقتها وصمام أمانها.
إشراك الشباب في مؤتمرات الحوار هي مسألة ضرورية ومهمة للغاية فلهم الدور الأكثر فعالية لبناء وطن جديد ومستقبل سوري ديمقراطي يتمتع بالتطوير والثقافة وحرية الرأي وأرضٍ خاليةٍ من المظاهر المسلحة والعنف وسياسة القائمة على قاعدة الأخلاق وهم الأداة لعودة التماسك الإجتماعي والطاقة الأساسية لسوريا المستقبل .
طموحات الشباب السوري هي مسألة أهم بكثير من دجهم في النزاعات الهمجية واستخدامهم كأداة لبقاء الحروب على الأرض السورية ومن حق الشباب أن يعيشوا بشكل طبيعي بعيد عن الحياة المسلحة والعسكرية ومن المهم أن يكون لهم محل من الإعراب في المستقبل السوري لأنهم هم الجسر الأقوى لوصول السوريين إلى الحياة المدنية الديمقراطية والمليئة بالسلام.