في المسألة السوريّة: اللامركزيّة تعزيز للمساواة..(٣-٥)
فاروق حجّي مصطفى
يتفق السوريين والسوريّات على أنّ اللامركزيّة هي واحدة من الحلول أو المدخل للحل في سوريا، وحتى الحكومة السوريّة لم تتهرّب من هذا المفهوم من خلال المرسوم (١٠٧) ، في حين يرى البعض إنّ اللامركزيّة صحيح هو المفتاح وبالامكان من خلالها العبور إلى سوريا الجديدة فقط إذا عبّرت عن الكل السوري، وفتحت الآفاق لتحقيق شرط المساواة بين المواطنين والمواطنات، وبين القوميات والتعبيرعن هويتها من خلال الهويّة الجامعة.
ولا نستغرب أنّ الغالبية تتجنب تحديد النوع الإصطلاحي لهذا المفهوم وترى إنّ أي نوع من اللامركزيّة يحقق شرط "المواطنة الحقّة"؟! .
في العموم هي اللامركزية التي تناسب سوريا في الوقت الذي يرى فيه الكُرد ان من مصلحتهم حل القضية القومية من خلالها والعبرة تكمن في الأسس والتي يُعتَمَد عليها هي اللامركزيّة وركائزها، ومحتواها.
ما يُطرّح حتى الآن لا يرتقي إلى المستوى الذي يصبح مفتاحاً للحل، ولا نظنّ إنّ الأمر مرتبط بحال العمليّة السياسيّة بقدر ما إنّ الأمر يعود إلى الدوائر التي تناقش هذا المفهوم وإردتها.
ومن الصحيح القول أنّ تقبّل هذا المفهوم يكون صعباً، وإنّ الإنتقال من المركزيّة السياسيّة شديدة الوطأة إلى اللا مركزيّة "المرنة"، والأخيرة ليس من منظار القانون الدستوري أي امكانية تعديل مبادئها في أي لحظة بقدر ما أنّ المقصود هو "التوافق" على مفهومٍ يعبّر عن الكل ويضع أسساً لمؤسساتٍ قادرةٍ على ايجاد الحلول للقضايا السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة، والأهم قضايا تتعلق بالدولة نفسها ورعايتها لكل مواطنيها.
والحال، إنّ أعلاه ليس تحدي بقدر ما إنّ بلورة المفهوم في أذهان السوريين والسوريّات يواجه جملة من التحديًات: أولها النظر إلى المفهوم وما هو المأمول منه من قبل كل المكونات السياسية والقومية والدينية، وأصحاب المال والأعمال، وآخرها هو غياب الإرادة الحقّة للانتقال من ما نحن فيه إلى سوريا المأمولة.
بقي القول أنّ سوريا وخصوصاً في مرحلتها الحالية بأمس الحاجة إلى صياغة خارطة الطريق لحل كل المشاكل ومن أول هذه المشاكل الوضع المعاشي والاقتصادي ليكون معبَراً نحو بيان مستقبل سوريا وامكانية الحل لقضاياها وبأضعف الايمان وقف ماكينة "الهجرة"!
ومن المفارقة إنّ ظاهرة الهجرة أستطاعت تحقيق شرط المساواة في حين عجز النقاش في اللامركزيّة عن فتح أي أفقٍ تدعو إلى التفاؤل!!
يتبع..
-
الرئیس بارزاني.. أيقونة التحرر وملهم الأجيال
Sep 06 2025 -
نیچیرفان بارزاني، الوسيط الإقليمي ودبلوماسية التوازن
Jul 29 2025 -
برجاف في كُوباني: دعماً للوفد الكُرديّ ومناصرةً لقضايا ناسنا والديمقراطية..
Jun 22 2025 -
"ألغام غرفة الأخبار" غرفة الرصاص والألغام والنووي
Jun 08 2025 -
وزارة الثروات الطبيعية توضح الحقائق رداً على ادعاءات وزارة النفط الاتحادية
Jun 05 2025 -
الأولى في عهد ترامب ... مستشار مسرور بارزاني: زيارة رئيس الحكومة لواشنطن حاسمة لبحث الشراكة
May 18 2025 -
منظمة "برجاف للحريات الإعلامية" تصدر نداءاً لإطلاق سراح الزميلين "أكرم صالح" والمصور الصحفي"جودي"
May 01 2025 -
الدكتور "حميد دربندي" سيمثل الرئيس "مسعود بارزاني" في كونفرانس "وحدة الصف الكُردي" في روجآفاي كُردستان..
Apr 25 2025 -
رئيس حكومة إقليم كردستان في ملتقى السليمانية: ملتزمون بحل المشاكل العالقة مع بغداد.. وننصح كرد سوريا بالاستفادة من تجربة إقليم كردستان
Apr 16 2025 -
دراسة نقدية للإعلان الدستوري السوري
Apr 11 2025
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018
