في المسألة السورية: هل اللامركزيّة حل؟(1-5)
فاروق حجّي مصطفى
من الصحيح القول بإنّ المركزيّة السياسيّة الشديدة الوطأة كانت سبباً أساسياً لحدوث الأزمة لسنوات تلت الربيع السوري.
ومن سوء الحظ إنّ مركزيّة الحكم طيلة العقود باتت أكثر فعاليّة في فترة ما بعد الحراك، إذ هذه الذهنيّة لم تفكك بالقدر ما إنها عاصيّة أمام الأعتراف بالتحولات التي حدثت في سوريا. ولعل السبب المباشر لهذه النظرة من قبل النظام يعود في أساسه إلى الدستور.
فالدستور السوري منذ بداية السبعينيات إلى الآن يرشد باستبدادية ومركزيّة الحكم لا إلى تداول السلطات وبناء استراتيجياتها تبعاً للمصلحة العامة، وعلى الإستحقاقات تجاه السكان، ونستخدم هنا مفردة السكان لأنّ مفاعيل تقنيات ممارسة الحكم لم تنحصر في حدود المواطنين السوريين فحسب إنما حتى اللاجئ في اراضيها والزائر وأيضاً المكتومين والمكتومات، وضحايا الإحصاء الاستثنائي.
ومع دستور ٢٠١٢ تبيّن إنّ إزالة البند المتعلق بقيادة البعث لا تحرر البلاد من الاستبدادية ومركزيّة الحكم إنْ لم تُحدث التغييرعلى مستوى بنيّة الدستور.
ولا نستغرب إنّ الحالة السوريّة لا تترقّع بمرسوم أو قانون ما ، ولا سيّما كصدور مرسوم (107)لأنّ أس المسألة في الأمرين:
الأول: دستوريّة بمعنى إنّ الدستور يرشد ويؤسس، وتاليّاً اصدار التشريعات والمراسيم والتعليمات التنفيذية يأت انسجاماً مع الدستور وجواباً لأسئلة الحياة العامة.
والثاني: ذهنيّة، فطبقة الحكم هي طبقة عقائديّة مؤسسة على منهجية الشموليّة، أي اختزال الكل في الفرد والأطراف في المركز.
والحال، إنّ حاجة سوريا إلى اللامركزية الحكم لا تتعلق فقط بتحرير الدولة والمجتمع من المركزيّة بقدر ما إنّ سوريا بنفسها حتى تتعافى عليها أن تكون شكلها لا مركزي، وذلك لأنّ سؤال اللامركزية يُطرَح لكل دولة تخرج من الحرب.
ولأنّ مجتمعها مجتمع متنوع من حيث الهويّة، والطبيعة الجغرافيّة.
ولأنّ مصادر العيش متباينة، وطبيعة الموارد الاقتصادية مختلفة وهذا ما يستدعي أن تكون البرامج مختلفة، وأن يلعب المجتمع المحلي دوراً في رسم مستقبلها.
ولأنّ المجتمعات المحليّة تحتاج إلى المشاركة السياسيّة، وهذا يعني إنّه على دولة فتح المجال وتتحمّل مسؤولية إرتقائها؛
ولأنّ القضايا السوريّة المعلقة لا تختصر على مستوى العيش بقدر ما جوهر القضايا هي سياسية-قوميّة.
في العموم لا يمكن تناول كل القضايا في هذه القصقوصة، سنتناول ابرز الأفكار في مركزيّة ولا مركزيّة الدولة الحكم في الحلقات القادمة.
-
الرئیس بارزاني.. أيقونة التحرر وملهم الأجيال
Sep 06 2025 -
نیچیرفان بارزاني، الوسيط الإقليمي ودبلوماسية التوازن
Jul 29 2025 -
برجاف في كُوباني: دعماً للوفد الكُرديّ ومناصرةً لقضايا ناسنا والديمقراطية..
Jun 22 2025 -
"ألغام غرفة الأخبار" غرفة الرصاص والألغام والنووي
Jun 08 2025 -
وزارة الثروات الطبيعية توضح الحقائق رداً على ادعاءات وزارة النفط الاتحادية
Jun 05 2025 -
الأولى في عهد ترامب ... مستشار مسرور بارزاني: زيارة رئيس الحكومة لواشنطن حاسمة لبحث الشراكة
May 18 2025 -
منظمة "برجاف للحريات الإعلامية" تصدر نداءاً لإطلاق سراح الزميلين "أكرم صالح" والمصور الصحفي"جودي"
May 01 2025 -
الدكتور "حميد دربندي" سيمثل الرئيس "مسعود بارزاني" في كونفرانس "وحدة الصف الكُردي" في روجآفاي كُردستان..
Apr 25 2025 -
رئيس حكومة إقليم كردستان في ملتقى السليمانية: ملتزمون بحل المشاكل العالقة مع بغداد.. وننصح كرد سوريا بالاستفادة من تجربة إقليم كردستان
Apr 16 2025 -
دراسة نقدية للإعلان الدستوري السوري
Apr 11 2025
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018
