هل سنشهد أزمة بعد الانتخابات الأميركية؟
روبرت فود*
يفصلنا أقل من شهرين عن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الثلاثاء 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، ولا يزال من الوارد فوز دونالد ترمب أو جوزيف بايدن. الانتخابات هي في الواقع 50 انتخاباً في كل ولاية على حدة، حيث تشير استطلاعات الرأي في ولايات كبرى مثل أوهايو، وميشيغان، ونورث كارولينا، وفلوريدا، إلى أن شعبية المرشحَين متقاربة للغاية.
الأسبوع الماضي، حثّ الرئيس ترمب مؤيديه على إرسال بطاقات الاقتراع بالبريد، ثم التصويت مرة أخرى في مراكز الاقتراع في 3 نوفمبر، وردَّت حكومة ولاية كارولينا الشمالية بأن التصويت مرتين في انتخابات واحدة جريمة خطيرة، وأقرَّ ترمب بأن التصويت عبر البريد الإلكتروني ينطوي على احتيال خطير، وأنه يتعيَّن على أنصاره اختبار مصداقية نظام التصويت عبر البريد. فإذا كان النظام قوياً، لن يُسمح لأنصاره الذين يصوّتون بالبريد بالتصويت مرة أخرى في مراكز الاقتراع. لكن مسؤولي الانتخابات في الولاية يؤكدون أن لديهم الضوابط اللازمة لوقف التزوير في الانتخابات.
في الانتخابات الرئاسية السابقة، جاءت النتائج النهائية في وقت متأخر من يوم الانتخابات أو صباح اليوم التالي الأربعاء. فإذا فاز ترمب أو بايدن بهامش كبير في جميع الولايات الرئيسية في مراكز الاقتراع في 3 نوفمبر، سنعرف النتيجة صباح الأربعاء. ومع ذلك، فمن المرجح ألا تشكل النتائج الأولية الواردة من مراكز الاقتراع انتصاراً كبيراً لأي من المرشحين؛ إذ يمكن أن تقرر الانتخابات في الكثير من الولايات من خلال التصويت على ترمب وبايدن عبر بطاقات الاقتراع عن طريق البريد.
هذا العام، وبسبب فيروس كورونا، يتردَّد ملايين الأميركيين في الانتظار في طوابير طويلة في مراكز الاقتراع؛ ولذا سيصوّتون عبر البريد. على سبيل المثال، في ولاية كاليفورنيا التي تضم أكبر عدد من السكان، كانت بطاقات الاقتراع بالبريد في الاقتراع البريدي للانتخابات التمهيدية لعام 2020 تمثل 72 في المائة من الإجمالي. في ولاية فلوريدا الحاسمة، كانت بطاقات الاقتراع بالبريد تمثل 80 في المائة من إجمالي الأصوات في الانتخابات التمهيدية العام الحالي. وسيستغرق عدّ جميع بطاقات الاقتراع البريدية بعد 3 نوفمبر أسابيع عدة.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن نسبة ناخبي الحزب الديمقراطي الذين سيصوّتون بالبريد أكبر من نسبة ناخبي الحزب الجمهوري. وهذا يعني أنه في ليلة الانتخابات، من المرجح أن تظهر نتائج مراكز الاقتراع أن نسبة أكبر من الأصوات تذهب إلى الرئيس ترمب قبل نتائج الاقتراع عبر البريد، وتبدأ جميع هذه الأصوات الديمقراطية الإضافية في الظهور. بالإضافة إلى ذلك، يتم عدّ الأصوات في المناطق الريفية وإبلاغ مقر انتخابات حكومة الولاية قبل النتائج في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، مع العلم أن قاعدة الحزب الجمهوري تتركز في المناطق الريفية. وربما يحرز ترمب تقدماً في النتائج مساء الثلاثاء والأربعاء قبل أن يبدأ تقدمه في التقلص في الأيام المقبلة، مع بدء وصول نتائج الاقتراع الإلكتروني للديمقراطيين من المدن.
أثار مرشح الحزب الديمقراطي السابق لمنصب الرئيس السيناتور بيرني ساندر وكاتب السياسة الوطنية ديفيد بروكس الأسبوع الماضي احتمال أن يعلن ترمب النصر بسرعة بعد الانتخابات عندما يحتل الصدارة قبل عدّ جميع الأصوات والإبلاغ عنها. ومن المؤكد أن ترمب سيؤكد اتهامه بالتزوير عبر بطاقات الاقتراع عبر البريد الإلكتروني. في الانتخابات في ولايات مهمة، حيث تؤدي بطاقات الاقتراع بالبريد إلى تغيير النتائج، سيقيم ترمب دعاوى في المحاكم لرفض بطاقات الاقتراع عبر البريد. وليس من الصعب تخيل نزول الميليشيات إلى الشوارع أيضاً، ويمكن كذلك أن يلجأ الحزب الديمقراطي أيضاً إلى المحاكم.
تقوم وكالتنا البريدية الوطنية بتسليم البريد بشكل أبطأ، بعد أن عيّنت الوكالة مديراً جديداً من الحزب الجمهوري. وحذرت الوكالة الشهر الماضي 46 ولاية من أن بطاقات الاقتراع بالبريد قد تصل بعد فوات الأوان ليتم فرزها. علاوة على ذلك، خفضت الكثير من الولايات عدد مراكز التصويت في المجتمعات التي يعيش فيها أنصار الحزب الديمقراطي؛ مما أجبر هؤلاء الناخبين على الوقوف في طوابير أطول حال لم يصوتوا بالبريد.
في عام 2000، أعلن فوز جورج دبليو بوش ضد آل غور بعد خمسة أسابيع من الدعاوى القضائية حول شرعية بضعة آلاف من الأصوات في فلوريدا، ونجت أميركا. كان بيل كلينتون في عام 2000 قد أنهى فترة ولايته وابتعد عن قضايا محكمة فلوريدا، وفي عام 2020 سيحاول ترمب التدخل والضغط. في عام 2000 كانت لدينا فقط قضية المحكمة في فلوريدا، وفي عام 2020 قد يكون لدينا قضايا أمام المحاكم في الكثير من الولايات وستكون نتيجة كل ولاية مهمة لمعرفة النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية. في عام 2000 كان هناك خطر ضئيل بحدوث أعمال عنف، لكن في عام 2020 ربما سنشهد مسيرات احتجاجية وانتشاراً للميليشيات من اليمين واليسار.
أتمنى أن أكون مخطئاً، لكن يجب أن نتوقع أن تعاني أميركا من الشلل والانقسام السياسي الرهيب لأسابيع وربما أشهر بعد 3 نوفمبر.
*السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن
المصدر:الشرق الاوسط
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018