نحو صحافة حقّة

نحو صحافة حقّة

Apr 22 2020


يحيي صحافيو كُردستان في يوم صحافتهم (٢٢ نيسان) بمزيد من الإصرار على نقل هموم الناس ونقل صورتهم وسط ظروفٍ وتحديّاتٍ جمّة أمنية، ومهنيّة، وعلى مستوى الموارد، والإستقلالية.
دون شك، إنّ المرحلة التي نمر بها هي ليست محطةً عابرة، فهي مثقلة بالهموم والشجون، ولعل أول هذه الهموم هي عدم بلورة واقع صحافي موضوعي في مناطقنا، وما زالت الصحافة الكُرديّة تعاني من الهيمنة الحزبية والأيديولوجية ما يضعنا كلنا أمام مسؤولية العمل والجهد المضاعف لخلق واقع صحافي بهويّةٍ متميزةٍ تعمل بتقنيات الحرفة لا بتقنيات المزاج الحزبي دون الطعن في الإلتزامات والمسؤوليات تجاه القضية السورية والكُردية والنضال لأجل تحرير ناسنا، وبلورة قيّم ديمقراطية، ودولة لكل مواطنيها مع احترام التعدد والتنوع المجتمعي والسياسي.
وهنا لا بد من ذكر عاملين لهما التأثير المباشر على الأداء الصحافي، وعدم نسيان بأنّ المشهد الصحافي في السنوات الأخيرة اكتسب خبراتٍ ومهارات سيكون لها تأثير في مسيرتنا الصحافية:
-ظهور شكل من أشكال منطق الصحافة الصفراء.
-غياب الهويّة الصحافية، الأمر الذي وضعنا كلنا في دوامة، من هو صحفي، وما هي الصحافة.

إننا نحيّي يوم الصحافة في وقت يأن فيه المشهد الصحافي من وطأة الحريّة، وحالاتٍ متكررةٍ للإنتهاكات بحقهم، وهذا ما حصل مع زميلاتنا وزملائنا تحت ظرف كورونا وتداعياته في كل سوريا، وأيضاً في اقليم الجزيرة.
نحيّي اليوم، والواقع الصحافي في لحظة انعطافية مهمّة، وأنّ ما افرزته "كورونا"، وأيضاً الواقع الظلامي ( التنظيمات الراديكالية)، والواقع الاستبدادي من خلق آليات وتقنيات تفرض علينا متابعتها والتزامنا بشروط العمل الصحفي والذي لم يظهر على السطح بعد، وهذا ما يضع المشهد الصحافي أمام مسؤولية بلورة مجموعة من القيم والتزامات في العمل في ظروف طارئة.
نحيّي يومنا الصحافي، في وقت أنّ لنا زملاء ما زالوا مختطفين ومعتقلين في أقبية الإستبداد والظلامية..
تحية لكل زميل وزميلة في يومه/ا النضالي.
تحية لشهداء الصحافة.
الحرية لكل زميل /ة و معتقل/ة أو مختطف/ة.
أسرة برجاف