من هو الصحفي؟

من هو الصحفي؟

May 17 2020

فاروق حجي مصطفى
قيل إنّ "السوشيال ميديا" أنهت زمن الصحافة، بمعنى الصحافي انتهى مع ظهور "السوشيال ميديا".
صحيح أن منصات "السوشيال ميديا " مفتوحة للجميع، وبوسع الجميع الكتابة والتعبير عن الرأي، وحتى بوسع الجميع الخوض في هذا المضمار، لكن ما هو الصحيح أن الجميع ليس صحافيّاً، والصحافة ليست فقط نقل الخبر فحسب بقدر ما أنها نقل الخبر وكيفية صياغته، وما هو المحتوى/ المنتج الذي تقدمه.
نعتقد انّ الصحافي وحده يعرف كيف ينقل الخبر من حيث الصيغة والمحتوى؛ والانسان العادي لا يمكنه نقل خبر يؤسس للرأي العام أو ينشر خبراً مؤثراً.
ثمة من شبه الخبر الخام بسبيكة من ذهب، والصحافي ذلك الصائغ الذي يصنع قطع ذهب بالطريقة الماهرة بحيث يعجز أي انسان عادي عن صياغته.
نعتقد انّ هناك الكُثر من المتلقين يعرفون أن الشرط الأول لتكون صحافياً هو أن تملك "الموهبة"، ولذلك لا تستغرب عندما تسمع كلاماً من نوع "ليس كل من يدرس الاعلام هو اعلامي"، ونحن نعرف أكثر من مجاز صحافي عاجز عن كتابة تقرير خبري، وليس مقال.
والحال، انّ الواقع الصحفي أمام استحقاق، ولعل الاستحقاق هو فرز بين ما هو صحافي وما هو غير صحافي؟!
بقي القول إنّ ما يجري في المشهد الصحافي ليس أمر جديد في تاريخ الصحافة، فمحاولات التعبير عن رأيك عبر الكتابة لم تقف يوماً، ولذلك كنا نرى في كل صحيفة ورقية "بريد القراء"، وهي الزاوية التي كانت تنشر نصوص لم ترتق بعد إلى مستوى المقال.
ومن هنا يجب على الصحافي أو -واقع الحال-ألا يشكو بأن الكل باتوا صحافيين بقدر من أن على الصحافي العمل بجد للتميّز، وفرز نفسه عما هو غير صحافي وذلك من خلال أدوات العمل الصحفي: اختيار الزاوية، صنارة، اختيار للمواضيع، مصادر وهكذا...!