ليكن عام الحوار والتّسويات

ليكن عام الحوار والتّسويات

Jan 01 2019

فاروق حجّي مصطفى
دون شكٍ كان العام الماضي عام الخيبات بالرغم من الإنتصارات المتعلقة بتقليص الإرهاب، ولعل، الخيبات كانت في الموقف السوري حيث أخذت الصدارة ، لجنة صياغة الدستور لم تنطلق بالرغم من إصرار ديمستورا، والعملية السياسية فشلت بالمكان مع فشل انطلاق العمليّة الدستورية، والخيبة في الأيام الأخيرة كانت مسألة انسحاب الأمريكان من سوريا، وما تلاها من التهديدات لاجتياح مناطقنا حتى دون إرادة أي طرف.
والحق إنّ سُبل الحوار كانت غائبةً، وأنّ الخيارات كانت ضيقةً ومحددة، وحالة من التشفي وظهور وجه الكراهية والحقد تجاه الكُرد، كلها عشناها في العام الماضي!
نعيش الآن، في مرحلة أخرى، ليس لإننا في عامٍ جديد، بل لأنّ الوضع الأمني في وضع جديد وخاصة بعد التطمينات من غراهام العضو في الكونغرس الأمريكي وأيضاً إعلان ترامب بالإنسحاب البطيء.
تنفس الكل الصعداء إذاً الكل على حق أن يكونوا في هذه الوضعيّة. المتجول في كوباني ومنبج، وأيضاً المتابع للتقارير يدرك مدى تحسن الوضع. بيد أن الهدوء لا يعني أبداً إنّنا طوينا صفحة التهديدات والإجتياح لمناطقنا، وأنّ الهدوء يعني بنفس الوقت فرصة لنحسن من أدائنا تجاه قضايانا، تجاه الفوضى السورية وكيفية استثمار هذه القوى لأجل الإنطلاق بالسلام.
منطقياً، لا سلام بدون الحوار لأجله، لأنّ السلام ليست مفردة تُقال إنّما هي فك العُقد، والعُقد لا تتفكك بدون إصلاح وبدون إعادة الحقوق والأخيرة عدم الإعتراف بها هي من مسببات تدهور الأوضاع.
جل ما نتمناه، هو أن يكون الخيار الأول هو الإعتراف بما نحن عليه، والإعتراف بأزماتنا وخلق إرادة الحل والمباشرة بإجراء حوارات مسؤولة لأجل الوصول الآمن والمستدام لما يتطلع إليه ناسُنا.
للأسف كل ما عشناه وتابعناه من الخطابات السياسية السورية للمعارضة والنظام هو تهديد طرف ضد الآخر . لم نقرأ مبادرة واحدة لأجل فتح صفحة جديدة سورية، لذلك الرعاية الأممية حاجة سورية في ظل غياب المبادرات، والإرتهان للعامل الإقليمي وربط المصير بهذا العامل..
نأمل في الأيام الآتية أن تكون التسويات أهم المواضيع التي يمكن التفكير بها وأخذها على محمل الجد، وذلك من خلال حوار فاعل ومسؤول وبرعاية أممية، وأن يكون انطلاق لجنة الدستور هي فاتحة التاريخ الجديد لسوريا…