لماذا يبدأ اقليم كوردستان حقبة جديدة
آن الأوان لشراكة بناءة وأكثر استقراراً مع بغداد
سأتخذ خطوات لتنظيم وتحسين العلاقة بين أربيل وبغداد
مسرور بارزاني *
بعد ستة عشر عاما من الاضطرابات في العراق، وخمس سنوات من الحرب الوحشية مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي، العدو الذي عرض البشرية بأسرها للخطر، بدأنا رحلة جديدة نحو بناء كوردستان أقوى. ستكون السنوات الأربع المقبلة وقتاً محدداً لنا ولجيراننا ولحلفائنا، حيث نتطلع نحن في حكومة اقليم كوردستان، إلى تجاوز الصدمات الأخيرة، وتعزيز مكانتنا في المنطقة وتأمين وجودنا على الساحة الدولية. باختصار، نريد أن نبدأ بداية جديدة.
في الأسبوع الماضي، قمت بتشكيل حكومة لقيادة إقليم كردستان العراق. مهمتي هي لتغيير الطريقة التي ندير بها الأمور، في الداخل والخارج. كرئيس للوزراء، سأطرح أسلوباً مختلفاً للقيام بالمهام التي تغذي التحديات التي واجهناها، يعتمد على إنجازاتنا ويستجيب لديناميكية عالمية متطورة.
إن المعركة ضد داعش، والتي ساعدنا في قيادتها نيابة عن المجتمع الدولي، الحقت ضرراً باقتصادنا. أصبح العبء لا يطاق. إن تكلفة الحرب، وخفض الموازنة الاتحادية من قبل الحكومة في بغداد، وحركة النزوح الجماعي إلى أراضينا، خلفت لنا ديونا بمليارات الدولارات.
خلال معاناتنا، بقينا صديقاً وحليفاً للغرب وشريكاً في المنطقة. منذ أن استولى داعش على جزء كبير من غربي العراق وشرقي سوريا في منتصف عام 2014، أظهرنا أن قتالنا ضد الإرهابيين كان يتعلق بحماية حلفائنا بقدر ما يتعلق بحماية أنفسنا.
قدمنا معلومات مخابراتية أحبطت هجمات إرهابية في الخارج، ووفرنا ملاذاً لما يربو على مليوني شخص فروا من الاضطهاد. لقد أظهرنا بوضوح حسن نيتنا كمواطنين عالميين، أوينا العرب والكورد والمسلمين والايزيديين والمسيحيين والتركمان وغيرهم. على بعد عشرة كيلومترات من مبنى برلماننا، ثمة مجتمع مزدهر من المسيحيين، من جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يبنون الكنائس ويمارسون العبادة بسلام.
ومع ذلك، فإن تكلفة اللاجئين الآخرين تتزايد، وما زالت ممولة جزئيا. لا يمكننا أداء دورنا كمضيّفين وحدنا. نحتاج إلى تأمين مستقبل للنازحين ولأنفسنا، ونطلب مساعدة أصدقائنا في الغرب بشتى الطرق.
تبدأ تحدياتنا داخل كوردستان العراق، الذي كان وطننا على مر العصور. كرئيس للوزراء، سأنفذ إصلاحات ستتبنى أفضل الممارسات العالمية وتجلب المساءلة لجميع قطاعات الخدمة المدنية ومجلس الوزراء.
ستنشئ حكومتي اقتصاداً متنوعاً يحقق رفاهاً متنامياً للجميع. سنسن تشريعات لجعل كوردستان موقعاً ومُرّحباً وجذاباً للمستثمرين. سنقوم بتحديث قواتنا المسلحة ودمجها. وسنعمل على تحويل الخدمات العامة ومحاربة الفساد لضمان خدمة الحكومة للشعب، وليس العكس. سيكون إشراكنا سياسيا وماليا ضروريا لهذا التحول، وأدعو أصدقائنا للقيام بذلك.
أيضا سأتخذ خطوات لإعادة ضبط وتحسين العلاقة بين أربيل وبغداد، والتي ظلت متوترة طوال الستة عشر عاماً الماضية. لقد حكمنا انفسنا بصورة اساسية طوال معظم ذلك الوقت، دون أن نفسد علاقتنا مع العراق.
حصلنا على حصة من الميزانية العراقية باتفاق. لكن المخصصات نادراً ما يتم تسليمها بالكامل. آن الأوان لشراكة بناءة وأكثر استقراراً مع بغداد. كرئيس للوزراء أجريت هذا الأسبوع زيارتي الأولى، لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وحملت معي مقترحات لحسم الخلافات بيننا بشأن النفط والأراضي والميزانيات ودور قواتنا المسلحة. أريد أن أضمن احترام اتفاقياتنا من خلال التوزيع العادل لإيرادات الموازنة. إن من شأن ذلك أن يوفر الأساس الراسخ للتعاون في المستقبل. مستقبلنا مرتبط بعراق آمن وديمقراطي.
في عام 2017، أجرت كوردستان العراق استفتاءً على الاستقلال. كان التصويت غير ملزم، لكن 93 في المائة من الناس صوتوا مؤيدين. في الوقت الذي كنا نرحب فيه بالدعم الأكبر من المجتمع الدولي لحقنا في تقرير المصير، فإن أولويتنا الآن هي بناء إقليم كوردستان قويا ومستقراً يرتكز على المجتمع الدولي. نسأل أولئك الذين ساعدنا في حمايتهم أن يعترفوا بالدور العالمي البنّاء الذي لعبناه من خلال مساعدتنا في بناء اقتصادنا.
على مدى أجيال عديدة من الصراع، عانت كل عائلة في كوردستان العراق من خسارة شخصية. لم يعد بإمكاننا التخلي عن التضامن، أو تبديد التضحيات التي قدمها الكثيرون، من خلال العودة إلى النزاع الذي اُبتليت به العلاقات بين الاطراف والمحيطين.
لدينا العديد من الأصدقاء في المجتمع الدولي الذين يتمنون لنا الخير، ولكن حان الوقت لبذل المزيد من الجهد. نؤكد من جديد دورنا كوسيط نزيه يثق به الجميع. نفعل ذلك من خلال منظور الصداقة الحقيقية، بعد أن أظهرنا دعمنا الثابت لمصالح حلفائنا، بما في ذلك الولايات المتحدة، والتزامنا بالقيم الديمقراطية. نحن بحاجة إلى أصدقائنا لمساعدتنا على البدء من جديد.
* رئيس وزراء اقليم كوردستان
نقلا عن صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية
17/7/2019
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018