كوباني.. والمعاناة من قلة المشافي وضعف الخدمات الصحية

كوباني.. والمعاناة من قلة المشافي وضعف الخدمات الصحية

Jun 29 2020

برجاف |كوباني _ زوزان بركل
مدينة كوباني التي عانت ومازالت تعاني من قلة المشافي، وسوء الخدمات الطبية، حيث كانت هذه المدينة تعاني سابقاً وقبل الأزمة السورية، من عدم وجود مشافي حكومية، وسوء خدمات طبية.
حيث كان أهالي المدينة يضطرون للذهاب إلى مشافي منبج وحلب لعلاج مرضاهم، الأمر الذي كان يثقل كاهل أهالي كوباني من حيث المصاريف ومشقة الطريق، وغالباً كانت الحالات الإسعافية تفارق الحياة في الطريق قبل وصولها إلى مشافي منبج وحلب.
وفي عام 2009 بدأت الحكومة السورية ببناء مشفى حكومي كبير في المدينة، وعلى طراز الحديث، وبمختلف الأقسام والاختصاصات، وكان من المقرر أن يتم إرداف المشفى بكافة الأجهزة الطبية الحديثة، وبمختلف الأقسام والاختصاصات الطبية، وكان من المقرر أن يتم افتتاح المشفى في عام 2011، ولكن الأحداث والأزمة السورية حالت دون افتتاح المشفى وتكميل بنائه، ومع هجوم داعش على مدينة كوباني، تمكن داعش من إحتلال المشفى، حيث تعرض المشفى للقصف الجوي أدى إلى دماره.
وبعد تحرير مدينة كوباني من داعش، ومع إعادة إعمار كوباني كانت هناك محاولات لتحسين الجانب الصحي والخدمات الصحية وبناء مشافي في المدينة، حيث تم افتتاح وبناء مشفى ايكور الخاص بتوليد من قبل منظمة ألمانية، كما قام منظمة أطباء بلا حدود بافتتاح مستوصف مشتنور، ورعاية مشفى كوباني (فينا سابقاً)، وقيام الهلال الأحمر الكردي بافتتاح مستوصف كوباني، ووجود مشفى الأمل الأهلي ومشفى العسكري، إلا أن الواقع الصحي والخدمات الصحية في كوباني لم يصل إلى المستوى المطلوب.
وفي ظل الظروف الراهنة وصعوبة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية لأهالي شمال وشرق سوريا عامة، وأهالي كوباني خاصة، وبسبب الإرتفاع في عدد السكان في كوباني، وقلة وجود المشافي وسوء الخدمات الصحية والطبية في كوباني، يعاني الأهالي من صعوبة في تلقي الرعاية الصحية والطبية في المراكز والمشافي في كوباني، مما يضطرون للتوجه إلى مشافي منبج والرقة وقامشلو، وزيادة في المصاريف والمعاناة من مشقة الطرقات.
وفي الآونة الأخيرة شهد مشفى كوباني الوحيد، والصغير في حجمه مقارنةً مع كبر مساحة كوباني وازدياد في عدد سكانه، والذي يفتقر إلى الكثير من الأجهزة والخدمات الطبية والصحية، الكثير من المشاكل والمعاناة لأهالي كوباني وأيضاً لكوادر هذا المشفى، وبحسب دكتور خورشيد فاحي طبيب اسعافي في مشفى كوباني، بأن مشفى كوباني الصغير ولا يناسب مدينة بحجم ومساحة مدينة كوباني وعدد سكانها، وأن مشفى كوباني فيه فقط عشرين سرير، وستة اسرة لقسم الإسعاف والطوارئ، وعدد المراجعين والمرضى يفوق قدرة المشفى.
ويضيف فاحي بأن مشفى كوباني يعاني من قلة في الأجهزة والأقسام والاختصاصات الطبية، وأن الأوضاع المعيشية والاقتصادية لأهالي كوباني، تجبرهم على التوجه لمشفى كوباني الحكومي الوحيد في المنطقة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الإزدحام الشديد في المشفى، وحدوث مشاكل بين الأهالي والكوادر الطبية العاملة في المشفى، وأيضاً تزيد من معاناة الأهالي.
ودعى الطبيب خورشيد فاحي الجهات المسؤولة إلى أخذ معاناة الأهالي وحاجة كوباني إلى مشفى حكومي على الطراز الحديث والكبير يستوعب عدد سكان كوباني وريفها والمنطقة، ويضم كافة الأجهزة والخدمات الطبية والأقسام والاختصاصات.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة كوباني يتواجد فيها حالياً مشفى كوباني (فيينا سابقاً) ومشفى الأمل الأهلي ومشفى ايكور الخاص بتوليد ومشفى عسكري، وجميع هذه المشافي صغيرة في حجمها وهي أقرب إلى مراكز صحية منها إلى مشافي، والمستوصف صحي وحيد في المدينة، وعدد قليل من المستوصفات الصحية في أرياف المدينة، وتعاني كوباني من عدم وجود الكثير من الخدمات الطبية والأجهزة، الأمر الذي يؤدي ويدفع بالأهالي للتقصد مشافي منبج والرقة وقامشلو، والزيادة في تكاليف العلاج ومعاناة السفر.