قرار ترامب الإقليمي أوسع مما يبدو في الظاهر

قرار ترامب الإقليمي أوسع مما يبدو في الظاهر

Jan 07 2019

کاملیا انتخابی فرد*
هزّ الرئيس دونالد ترامب خرائط وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وصولاً إلى آسيا الوسطى قبل أيام قليلة من نهاية عام 2018.

الرئيس الأمريكي عقد مؤتمره الصحفي الأول لعام 2019 في 3 يناير، وكان مؤتمراً فريداً من نوعه، تناول فيه ترامب قضايا كثيرة شملت إيران وسوريا وأفغانستان، وصولاً إلى الجدار الذي يعتزم بناءه على الحدود المكسيكية وعلاقاته مع القيادة العسكرية المركزية.

وحاليا يقوم كل من رئيس فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بجولة في الشرق الأوسط في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها الإقليميين كما يعتقد بعض المراقبين، لا سيما وأن خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان أثارت الكثير من التساؤلات.

هناك محادثات تهدف للتمهيد لقبول الأسد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها العرب كجزء من إستراتيجية الولايات المتحدة لوضع حد للتدخلات الإيرانية في هذا البلد.

أما بالنسبة لأفغانستان، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يوجه دعوة للإيرانيين للمشاركة في المحادثات مع طالبان ولا في أي محادثات أجريت مؤخراً في المنطقة سواء في قطر أو الإمارات العربية المتحدة أو قريباً في السعودية.

كما يقول الرئيس ترامب، في واقع الأمر، إن الولايات المتحدة تقاتل في أفغانستان ضد تنظيم داعش الإرهابي لمصلحة إيران وروسيا، حيث أن هذا التنظيم يشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا على الدول المجاورة لأفغانستان وليس على الولايات المتحدة، ولذلك فإن من الأفضل مطالبة هذه بالمشاركة في الدفاع عن نفسها وعلى نفقتها الخاصة بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة للقيام بهذا العمل وتحمل جميع التكاليف.

أنا أعتقد أن هذه الإستراتيجية الأمريكية الجديدة الخاصة بأفغانستان والمنطقة ليست بالبساطة التي يمكن أن تبدو عليها، كما أن الرئيس أن ترامب لا يمكن أن يترك المنطقة لقمة سائغة لمنافسي الولايات المتحدة، مثل إيران وروسيا، ويسمح لهم بسد هذه الفجوة بهذه السهولة.
في الواقع يريد ترامب من حلفائه الإقليميين الذين يعتمد عليهم ملأ الفراغ الذي يمكن أن يتركه انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق. وقد تعتبر القرارات الإقليمية المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس ترامب في الآونة الأخيرة بمثابة تعزيز لزيادة مشاركة البلدان الأخرى بدلاً من خلق مساحة فارغة للإيرانيين على سبيل المثال.

وفي الوقت نفسه، لدى الرئيس الأمريكي تفضيلات حول الأطراف التي يمكن أن يكون لها دور في ملء الفراغ الذي يمكن أن يتركه الانسحاب الأمريكي. قد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعلنا نرى الاجتماع مع طالبان يعقد مرة في الإمارات ومرة في السعودية في وقت قريب من هذا الشهر.
الأميركيون لن يتخلوا عن المنطقة ويتركوا الساحة فارغة لإيران أو باكستان أو روسيا. في واقع الأمر، هم يريدون إدارة كل التغييرات القادمة وتفقد التطورات والتحولات في مرحلة ما بعد الانسحاب.

أنا لا أؤيد إستراتيجية ترامب، لكنني أقول إن خطته مختلفة، وإنه يريد أن يحل قضايا الشرق الأوسط بطريقته الخاصة وهي طريقة جديدة للغاية. الوقت سيخبرنا ما إذا كان بإمكانه النجاح أم لا.

*كاتبة ومحللة سياسية إيرانية - أمريكية
(CNNالعربية)