روكن كرعو تتحدث لبرجافFM عن الاسباب المؤدية لانتشار ظاهرة الانتحار في كوباني وخاصة لدى النساء ، والحلول لمواجهة هذه الظاهرة

روكن كرعو تتحدث لبرجافFM عن الاسباب المؤدية لانتشار ظاهرة الانتحار في كوباني وخاصة لدى النساء ، والحلول لمواجهة هذه الظاهرة

Aug 18 2020

#برجاف_FM: كوباني

اوضحت الاخصائية النفسية روكن كرعو لـ#لبرجاف_FM الاسباب المؤدية لظاهرة الانتحار في كوباني وقالت هناك عوامل و اسباب نفسية كثيرة تتداخل فيما بعضها (في كوباني ) لتقف وراء هذه الظاهرة وهي:

الحرب واثارها النفسية: الحروب والمجازر التي تعرضنا لها خلفت ورائها كوارث نفسية تحتاج فترات زمنية طويلة لتتعالج وهذا ليس سهلاً بسبب القلق والضغط وعدم الاستقرار النفسي المرتبط بالاحداث والوقائع المتغيرة في بيئة غيرة مستقرة في كافة النواحي الذي يعيشه الفرد بشكل يومي فيجد الفرد صعوبة في التكيف واعادة التأقلم مع الحياة بسبب عدم توفر الراحة و الشعور بالأمان والإستقرار إضافة إلى الخوف من المستقبل الغامض أيضاً.

حقيقة هذه الأثار والمشاعر لم تُفرغ ولم تتعالج بعد والدليل هو جمود المشاعر او الردود والانفعالات السلبية المترافقة مع المشاكل وضغوطات الحياتية التي يواجهها, فهذا ليس قليلاً ليضع الشخص في دوامة يصبح منهكاً لايستطيع الخروج منها ويجد المنفس الوحيد هو الخلاص إذا لم يستطتع الصمود اكثر .

الاكتئاب: الشخص المكتئب ينعزل عن المجتمع وينطوي على نفسه ويصبح تفكيره سوداوياً لايرى قيمة أو معنى لحياته، واهدافه تصبح معدومة ويعتقد ان منفذ الوحيد للخلاص من الأسى الذي يعانيه والوصول الى سلام داخلي هو إيذاء الذات او الأخرين, علماً أن الانتحار أو أفكار وميول ومحاولات إنتحارية تندرج تحت الإكتئاب الشديد وهذا يعني ان العلاج النفسي هنا ليس كافياَ ولابد من علاج نفسي دوائي متكامل .

الصدمة وإضرابات ما بعد الصدمة: ليس لدى كل الناس مناعة نفسية متوازنة أو متساوية لتقبل الصدمات التي يتعرضون لها فكثيرون تكون ردة فعلهم سلبية فتكون المناعة النفسية هشة قابلة للانكسار يمكن أن تكون في صورة لوم الذات والإنتقام منها (المشاعر المقترنة بالحدث الصادم والمتجلي في مشاعر الخوف والقلق والحزن والتوتر هي ردود إنفعال طبيعية) ولكن إذا استمرت لفترة طويلة تتحول إلى إضطراب نفسي مزمن.

الكبت: للاسف كل المشاعر السلبية والمشاكل النفسية التي يتعرض لها الشخص تتركم فوق بعضها في اللاشعور حتى وإن كان الشخص يبدو سليماً ظاهرياً هذه المشاعر والعواطف المكبتة تصبح مسيطرة على الشخص مع مرور الوقت لذا نجد كثير من الحالات تنتحر بسبب مواقف تبدو تافهة لبعض، في حين الاسباب الحقيقية هي خفية في النفس لا أحد يدركها وربما تكون أثرها عميقاً مرتبطاً بمرحلة الطفولة أو المراهقة فالحرمان العاطفي وعدم تقديم الدعم المعنوي في الوقت المناسب يخلق لدى الشخص دوافع ورغبات تهدف لتلبيتها بطرق أخرى حتى وإن كان يتجلى في صورة لفت الانتباه في بعض الأحيان.

الضغط النفسي: منذ القِدم ومجتمعنا يمارس الضغط النفسي عن طريق العادات والتقاليد المتسلطة هنا لا أريد أن أقول فقط ذكورية لأن هناك بعض ممارسات سلطوية من النساء تجاه أخريات أيضاً فالتحكم بالنفس والضغط عليها بكافة أشكال يصلها للإنفجار وهنا تكون العواقب وخيمة ليس على الفرد فقط وانما للمحيطين به أيضاً فلكل شخص طاقة محدودة وقدرة معينة على التحمل وهذا يذكرنا بمبدأ الفردية والتمييز الفردي, لذا لا يمكن بأي شكل من الأشكال مقارنة بين الأشخاص وقدرتهم على التحمل.

عنف شريك الحميم: تتجلى بكافة اشكاله من العنف المنزلي و إساءة المعاملة والحرمان العاطفي و المشاكل في العلاقة الحميمية والاهانة والتوبيخ وعدم الاهتمام وعدم تقديم الدعم المادي والاكراه والاجبار إضافة إلى التهديد والاستغلال أو العنف الجنسي (غير متزوجين أيضاَ), وهذه العوامل تبقى ريئسية أيضاَ في الطلاق النفسي وكذلك الرسمي على الرغم من انها تبقى خفية خلف العادات والتقاليد ومرتبطة بوصمة عار في بعض الأحيان.

قلة الوعي ونقص المعلومات: كلنا يعلم نحن مجتمع ذات بيئة ثقافية محدودة مقارنة مع مجتمعات أخرى،
المجتمع بحاجة لوعي متكامل لكل فئاته وليس النساء والفتيات فقط فليس صواباً أن نعمل على توعية فئتي النساء والفتيات وترك فئتي الرجال والفتيان بإعتبارهما من المسببات الرئيسية للعنف, يجب توعية الافراد على كافة الأصعدة وكذلك على مخاطر وأثار هذه الظاهرة على الفرد والمجتمع على سواء، بالرغم من توفر وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة إلا ان هذه الوسائل قد تكون غير فعالة أو ذات تأثير سلبي إذا لم يتلقى الفرد التوجيه الصحيح او لم يكن لديه استبصار حول كيفية الاستفادة من المعلومات والمواد المعروضة, كذلك نقص المعلومات تلعب دور في مثل هذه الحوادث فعدم المعرفة بوجود مراكز الخدمات لتقديم الدعم والرعاية اللازمة أو كيفية الوصول إليها تبقي خيارات النجاة ضئيلة.

العوامل الإقتصادية والاجتماعية: هذه العوامل تلعب دوراَ رئيسياً في الصمود أمام عقبات الحياة وتجاوزها فخسارات المادية الكبيرة او عدم القدرة على توفير احتياجات الفرد الرئيسية وكذلك عدم الانتماء الاجتماعي والفقدان يمكن ان تساهم في إنحراف الأفراد وخلق اضطرابات نفسية.

الحلول :
سأقتصر فقط على الحلول المرتبطة بالجوانب النفسية تاركة لكل شخص في المجتمع ان يبادرنا بحلول التي يمكن ان يقدموها لمواجهة هذه الظاهرة التي اجدها ستزداد إذا ما بقينا فقط متفرجين نشاهد الحالات.

تدريب العاملين في مراكز الخدمات وكذلك مقدمي الرعاية وقادة المجتمع والمعلمين في المدارس حول هذه الظاهرة وكيفية الوقاية منها والتعامل معها.

نشر الوعي عن طريق جلسات توعية مركزة لكل فئات المجتمع للوصول إلى الاسباب الحقيقية التي يراها المجتمع ووضع اقتراحات وحلول مناسبة .

انشاء مساحات أمنة تتوفر فيها السرية والخصوصية لتشعر النساء والفتيات بالامان للحديث حول مشاكلهن ومعاناتهن بطريقة غير تحكيمية وان يكون الكادر مدرب ومؤهل لتقديم المساعدة والدعم النفسي.

تمكين النساء عن طريق توفير فرص وانشطة نفسية واجتماعية هادفة ليصبحن النساء اكثر استقلالاً واعتماداً على انفسهن إضافة إلى الجانب النفسي الايجابي لمثل هذه المشاريع في التفريغ النفسي وتبادل الخبرات والتجارب واكتساب الثقة بالنفس.

نشر ثقافة المطالعة والقراءة عن طريق تطبيق المعلومات والخبرات في الحياة اليومية.

توزيع بروشورات وملصقات تتضمن المعلومات الهامة حول هذه الظاهرة وكيفية الوصول الى الخدمات والدعم المناسب إضافة لتفعيل ندوات وجلسات حوارية مكثفة.

التخلص من الفراغ, الفراغ هو العدو الرئيسي للنفس كلما انشغل الفرد في الحياة واصبح لديه اهدافاً كلما اصبح لديه دافعاً قوياً للبقاء.

الراحة النفسية: مهمة جداّ في الوقت الحالي فالضغط النفسي وكل مشكلات النفسية يمكن أن تتعالج إذا ما عرف الفرد أهمية الحصول على الدعم النفسي سواء كان من مقدمي الرعاية أو الاخصائيين النفسيين أو الاشخاص الذين يعتبرهم الشخص مصدر ثقة ودعم.