دعونا نفرح، وإنْ لم نُدر ظهرنا للحرب

دعونا نفرح، وإنْ لم نُدر ظهرنا للحرب

Jun 03 2020

برجاف| نازي علي الحسين-كُوباني
"انظر إلى هذه المرأة وكوفيتها"، هذه الجملة سمعتها بينما كنّا نهرب نحو الحدود في يومٍ خريفيٍ مشمسٍ لا يخلو من الغبار، عند هجوم داعش ( خريف ٢٠١٤) على مدينتي كُوباني.
شخصان كانا يمشيان بهدوء نحو الحدود وأعينهم مكشوفةً تُراقب وتواكب الناس دون أن يكلفا أنفسهما لمساعدة أهلهم، همّهُما الوحيد: انظر إلى ذاك، وذاك وتلك . ويدققان حتى بنوع وشكل لباس الناس، وماذا يفعلون، في لحظة إفراغ مدينتهم من السكان.
احدهما قال للآخر، وماذا ستنفع الكوفية؟ فيما رد الآخر "أتظن ان كل أيامنا بات حروباً، أليس من حقنا الفرح أيضاً؟".
قد لا يدرك الشابان إنّ كوفية تلك المسنة هي من ضرورات لباس المسنّات في بلدي (كُوباني) ، ومع انهما من كُوباني برأي أحدهما انّ من يهرب نحو الحدود مع (تركيا) عليه ارتداء نوع آخر من اللباس .
والجدير بالذكر إنّ نساء كُوباني وأغلب المناطق الكُردية مازلنّ يرتدين زيّهم الكُرديّ ، و تجد النساء الكُرديات سعادتهنّ في إرتداء الزِّي الفلكلوري؛ سواءً في الأفراح اوالأتراح.
والزي الكُردي الظاهري مكون من : الكوفية، والقفطان، والفستان... ووو.
وباتت غالبية النساء الكُرديات اليوم ترتدين هذا الزيّ في المناسبات، بينما المسنّات منهنّ إعتدن على هذا النوع من اللباس بشكل دائم.
وتسرد صديقة لي عن كيف هي اجتازت الحدود وفي ظهرها حقيبة مليئة بالقفاطين والفساتين وكل لوازم أيام الفرح، قالت لي:"كيف لي أن اترك خلفي ألبستي ؟!".
ولم يمر يوم، وفي الوقت الذي كان "داعش" يدكّ مدننا وبيوتنا، كانت النساء ترتدين أجمل ما عندهنّ من زيهنّ الفلكلوري والقومي.
كما غنى شفان برور( وهو مغني سياسي كُردي مشهور) عن إن الكُرد من جهة يقيمون الفرح ومن جهة أخرى يخوضون الثورة.
وقد لا نستغرب حينما نقول إنّ الفرح من لٌدن الثورة.
بقي القول، إنّ الكُرد يخوضون حروباً لاجل تحقيق الفرحة الكبيرة، وهم بذلك لا يفوتون فرصة إلّا ويخلقون الفرح ، فدعونا نفرح وإن لم نٌدر ظهرنا بعد للحرب!