دادالي..... Dadelî.....دادي

دادالي..... Dadelî.....دادي

Apr 07 2020

صالح عيسى
تقع قرية دادالي في الجهة الجنوبية الغربية من كوباني بحوالي 35 كم وهي من القرى قديمة جدا في المنطقة .
تسميتها :
دادالي كلمة كردية مؤلفة من (داد Dad ) تعني المحكمة أي العدل، وكلمة ( لي Lê ) للدلالة على مكان المحكمة مع أنه لم يكن هناك محاكم في ذاك الزمان إنما كان هناك مجالس اي ما يشبه مجلس الحكماء وفي الكردية يقولون (Mala Şêwirê) وهو بيت او مكان لحل المشاكل والخلافات.
تم تعريبها إلى (دادي) من قبل سلطة البعث وتم تسجيلها لدى مديرية المصالح العقارية باسم دادي لذلك نرى .
١= دادالي / لدى مديرية الأحوال المدنية ، النفوس
٢= دادي / لدى مديرية المصالح العقارية ، سجل العقاري
تاريخها :
تعتبر من القرى القديمة جدا فهي كانت مأهولة بالسكان قبل أن يستقر فيها سكانها الحاليين والذين جاءوا من قرية ايلاجاغ منذ ما يقارب 175 عاما تقريبا ، وسبب انتقالهم من ايلاجاغ إلى دادالي هو ضغوط رجال الأفندي العثماني عليهم وشرائهم لقرية بلنك ثم دادالي مع أراضي القفر (قراج) بسبب الرعي وإن تلك المساحة كانت تبدأ من شرق قرية قناية في الغرب إلى جبل قوشلي في الشرق ومن قرية شمه شمالا إلى قرية جقل ويران وبله جنوبا ، وهذه المساحة الكبيرة آمنت - لكل من حمد وعفد اولاد سليمان جد فخذ سلوجك - مكانا للرعي حيث كانوا يملكون قطعانا كبيرا جدا من المواشي وهذا الملك كان سببا من أسباب غضب الأفندي ورجالاته .
يوجد في القرية مجموعة من الكهوف في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية وما زال آثارها بادية للعيان بالإضافة إلى ظهور بعض الهياكل العظمية أثناء الحفريات والقراميد عند موقع تله بل
جغرافيتها :
حدودها يحدها من الشمال قريتي شمه وبلنك ، ومن الشرق قرية ميدان وقسم من قرية بله ، ومن الجنوب قريتي سركت وجقل ويران ومن الغرب قريتي قوردينا وقناية.
موقع القرية تشبه صحن مستوي بحدود 50 0 متر ما بين الشمال والجنوب ، وكذلك 900 متر ما بين الغرب والشرق وعلى طرفي هذه المساحة نجد ارتفاعات في كل من الشمال والجنوب يرتفعان رويدا رويدا إنها دادالي وهي على هضبتين صغيرتين متقابلتين .
تتميز القرية بأسماء أماكنها مثل (Qûça Bel ) أو حسب اللفظ تله بله وهو في الجهة الشرقية من القرية إلى الجنوب من طريق قرية ميدان ، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية عند الخروج من القربة نجد (Qûça Şet ) تل الشط وسبب تسميته بالشط حيث كان تتجمع المياه خلف تلك الهضبة او التلة وتغطي مساحات واسعة من الأراضي ما بين قريتي دادالي وقوشلي ولم تنضب حتى منتصف الصيف .
اما في الجهة الجنوبية من القرية نجد موقع يسمى بالزيارة ، زيارة شيخ مصطفى على طريق قرية بله عند إحدى مرتفعات والى الغرب من الزيارة نجد (Gola Evdê ) وهي عبارة عن حفرة كبيرة جدا ، وإن موقع الزيارة يعتبر الآن مركزا لتجمع صيادي الطيور والى الشمال نجد (Qûça Nîşangeh ) والى الغرب من القرية (Qûça Gumgum ) حيث إن الطرق على الصخور يصدر أصواتا(Gum.Gum )
يمر من القرية طريق معبد باتجاه شمال شرقي الى كوباني عبر قرية قوشلي و الى الغرب باتجاه قرية القناية وكذلك طريق بقايا باتجاه الشرق الى قرية ميدان وأخرى باتجاه الجنوب الى قرية جقل ويران .
ويمر من شمال القرية وادي كبير قادما من قرية قوشلي ثم يتعرج الى غرب القرية ويقال له هناك (Veyida Çênxil ) ثم يمضي الى مصبه في نهر الفرات وكذلك وادي في الجنوب عند حدود قرية بله يعرف باسم (Feyida Sor ).
أيضا في الجهة الغربية على طريق قرية قوردينا هناك منطقة تعرف باسم (Qul Rovî ) وكر الثعلب .
أراضيها ما بين سهلية ومتموجة وحوالي ثلث القرية سقي من الآبار الارتوازية مستخدمين في ذلك الخراطيم لنقل المياه إلى القرية من المسافات بعيدة جدا
سكانها يعملون في الزراعة والتجارة ومن زراعتها القمح والشعير والعدس و انتشرت زراعة الأشجار خاصة الزيتون حيث تبلغ تعدادها اكثر من (8000 ) شجرة وكذلك الفستق تقدر بأكثر من (7000 ) شجرة بالإضافة كروم العنب بدرجة اقل .
ولا ننسى زراعة البساتين (البندورة ،الفليفلة، الباذنجان، البصل والثوم )
تعليميا :
تعتبر مدرسة دادالي من المدارس القديمة تعود تاريخها لعام 1975وهذه المدرسة ساهمت في زراعة البذرة الأولى للتعليم في القرية وكانت لها دورا إيجابيا بالقضاء على بعض العادات والتقاليد السلبية والتي كانت السائدة في المنطقة .
تخريج من هذه المدرسة عدد لابأس من الشهادات الجامعية في مختلف الاختصاصات مثل الهندسة ،الآداب ، العلوم ، الاقتصاد ،الطب ،الحقوق والتاريخ و مجموعة كبيرة كانوا يتابعون تعليمهم الجامعي قبل الكارثة السورية بالإضافة الى الثانوي وما دون ، والآن هناك مدرسة اعدادية تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من القرية .
السكان والعلاقات الاجتماعية :
عدد سكانها حوالي (1000 ) نسمة وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية ابا عن جد من عشيرة علاء الدين فخذ( سل، وجك) سل هو اختصار من سليمان وهو الجد ، وجك هو اختصار من أوج وهي الجدة زوجة سليمان وعرف اولادهم باسم اولاد سك ، و ، جك (Sil û Çik ) ومنها جاءت كلمة (سلوجك) Siloçik والقرية أبناء العمومة وكذلك تربطهم صلة القرابة مع قرى( سركت، قوردينا ، وقسم من القناية إيلاجاغ ) ولهم علاقات جيدة مع القرى المجاورة مبنية على حب التقارب والمؤانسة والمصاهرة منذ القدم وبزر من القرية بعض الحكماء و العقلاء لحل المشاكل ولا نستغرب إن قلنا أن اسم القرية جاءت من هؤلاء الحكماء (Şêwir ) .
ملاحظة :
لابد من ذكر هذه الملاحظة ، هناك من ينسبون أصول عشيرة سلوجك إلى عشيرة الشمر العربية مع احترامنا لهذه العشيرة العريقة ، فان هذه الأقاويل عارية عن الصحة، وإن هذه العشيرة (الشمر) على علاقة ممتازة مع الكرد في اغلب مناطق تواجدها وهذه العلاقة نتيجة المصاهرة قديما وما زالت مستمرة ،إلا أن حكومة البعث شجعت وروجت لهذه الظاهرة لدى اغلب العشائر الكردية الأخرى مع إعطائهم بعض المزايا إن تخلوا عن أصولهم الكردية وظهرت هذه اللعبة الخبيثة بعد استلام البعث للسلطة في سوريا ، والمؤسف هناك من وقع في هذا الفخ.
ظهرت بعض المواهب الفنية وكذلك المهتمين بالتراث الغنائي و وصل البعض منهم إلى مستويات العليا وهم كثر ومنهم الاستاذ ( طيار علي Teyar Eli) و صبحي ودحام اولاد عازف الناي بركل بركل .

الخدمات:
دادالي مثلها مثل باقي قرى ريف كوباني تفتقر إلى اغلب الخدمات ، حيث كان هناك مشروع لبناء مستوصف صحي إلا أن هذا المشروع توقف بسبب الحرب،
تم تمديد شبكة المياه إلى القرية إلا أنها لم تدخل الخدمة ، فيها شبكة الكهرباء وبعض المحلات التجارية البقاليات، إلا أن أغلب هذه المحلات التجارية انتقلت إلى مركز ناحية قناية وبهذا التصرف تضررت القرية كثيرا ، والمؤسف أن نجد هذه المحلات بعيدة عن مركزها الصح من هذه المحلات الصيدلية، سواج سيارات ،قطع تبديل، حداد، محلات بيع جملة الصيدلية الزراعية ووووو) كلها تعود لأبناء قرية دادالي .
دادالي أنجبت شخصيات وطنية كثيرة وشخصية وطنية جامعة لا يمكن للتاريخ نسيانها ، ولكن عندما يتم لفظ كلمة دادالي يتبادر الى أذهان جيل كامل بشكل تلقائي اسم مرافق لها وهذا الاسم لأستاذ اوصمان دادالي تعالوا لنتعرف عليه.
فمن هو اوصمان دادالي :
هو عثمان حجي المحمد من مواليد عام (1946) وهو الابن الوحيد لوالده حجي وعندما كان في أشهره الاولى من عمره توفي والده بحادثة غرق عبارة في نهر الفرات وتكفلت والدته برعايته واشتهر باسم (أوسي هدلة) نسبة الى والدته الحاجة هدلة .
دخل الجامعة كلية الحقوق ، إلا أنه لم يكمل تعليمه بسبب أهتماماته السياسة بصفته عضوا في حزب البارتي وناضل معه لفترة ، بالإضافة إلى عمله في السياسة كان يعمل في الوقت نفسه بمتابعة قضايا المجتمع من خلال حل مشاكلهم وإجراء المصالحات بينهم ، وفي عام 1990 انتخب عضوا في البرلمان السوري عن ريف محافظة حلب .
اعتقل من قبل السلطة السورية وتعرض لأبشع أنواع التعذيب في السجن واستشهد في مشفى المارديني بحلب وهو رهن الاعتقال التعسفي 18/2/2008 .
وبذلك أصبح اول دبلوماسي كردي معتقلا وشهيدا بسبب مواقفه النضالية فله الرحمة مع شهداء القرية