جيفري، وسياسة فك الصدام..

جيفري، وسياسة فك الصدام..

Dec 08 2018

برجاف|كوباني-نورس حمدو- تحليل إخباري
وما ان حلّ جيمس جيفري ضيفاً على المسؤولين الأتراك، حتى بدأت التكهنات، وأيضاً قراءات عديدة، منها مستندة على المعلومة، ومنها على التكهنات، في لحظة أنّ الكُرد بدو كما لو أنّهم في حالة الصدمة.
المعلومات الأوليّة، وبعيداً عن البيان الذي صُدر، وأوحى إلى التزام واشنطن بالضغط على القوات الكُرديّة الإنسحاب من منبج قبل نهاية الشهر الجاري، إلا أنّ المعلومات القليلة التي سُرّبت من هنا وهناك بأن الأمريكان والأتراك لم يتفقوا بعد على مستقبل شرق الفرات.
لقاء جيفري اليوم في غازي عنتاب مع المجتمع المدني، كان لقاءاً تفاعلياً استفساريّاً تمحور حول الإحتياجات، ومع المجلس الوطني الكُردي. لقاء جيفري اليوم أثار نوع من التفاؤل وهو أنّ مثل هذه اللقاءات تحقق نوع من الإطمئنان؛ أولاً بدا إنّ القرار الأمريكي لم يُحسم بعد، وأنّ الأمريكان لا يريدون قول شيء الآن بخصوص شرق الفرات، ما يعني أنّهم لم يوعدوا الأتراك بشيء بعد ،عدا الإطمئنان وانّ"نقاط المراقبة لمصلحة تركيا".
تحدث عن العموميات والكلام السياسي، مثل مشاركة الجميع في إدارة شرق الفرات، وهذا الأمر لا يرفضه أحد.
�أما عن مشاركة الأتراك في شرق الفرات، بدا بعيد المنال خاصة أنّه حافظ الكُرد، وقواهم الحزبية على التماسك الإجتماعي وتطوير المؤسسات من خلال قبول المختلف والتعايش معه ودفعه للإنخراط في الحالة العامة لشمال شرق سوريا.
�الوقت بات ثميناً، ومن يضيع الوقت الآن سيخسر لاحقاً، ما يعني أنّ المكونات السياسيّة والمجتمعيّة في شرق الفرات أمام استحقاق كبير يتلخص في: التماسك الإجتماعي، المساهمة في انخراط مختلف في المؤسسات، وبلورة روح التشارك والتعايش.
وهذا الأمر ينطبق إلى حد بعيد مع حال منبج التي باتت واضحةً بعدم قبول جلب قوة عسكريّة أخرى في لحظة أنّها في الطريق إلى الإستقرار، وتنفيذ فحوى التفاهمات الأمريكية التركية مثل انسحاب القوات الكُرديّة وذلك لإزالة الحجج أمام أي اختراق أمني قد يحدث.
جيفري يخطو خطوات حرجة في المرحلة الحرجة، لكنه لم يفعل كما فعل جوبايدن او تيرلسون، ما سمع من الأتراك والقوى المدنيّة والسياسيّة، أراد أن يتعامل معه بمسؤولية دبلوماسيّة، وكل ذلك هو لفك الصدام وخلق الإطمئنان لا لتفاقم وافتعال خط النارفي الشمال، وبين الكُرد والأتراك!