برزان سليمان  ل

برزان سليمان ل"برجاف": نحتاج إلى قوانين صارمة بخصوص عمالة الاطفال..

Aug 11 2018


برجاف| خاص :مهناز دللي
" لعماالة الأطفال آثار سلبية متعددة تتركها على الطفل …وآثار صحية"، بهذه العبارات لخص برزان سليمان الاخصائي الاجتماعي، والدعم النفسي في حديثه لبرجاف أف أم؛ وعرّف سليمان ظاهرة عمالة الاطفال بانها " عندما يقضي الطفل ساعات طويلة في العمل و يتم استغلاله بأجور زهيدة"، وتابع سليمان " تكون هذه الساعات على حساب ممارسته لحقوقه كالتعليم و اللعب و الرعاية الأسرية و غيرها"، وأضاف " هنا علينا التمييز بين عمالة الطفل و عمل الطفل الذي هو قضاء بعض الوقت في عملٍ قد يكون مساعداً لوالديه و لا يكون هذا العمل عائقا أمام ممارسته لحقوقه".
وتعرّج سليمان، الذي يقيم في الحسكة ليتحدث عن أثار سلبية لعمالة الأطفال وهي آثار متعددة تتركها على الطفل .. منها أثار صحية.
حيث تُعرض صحة الطفل للخطر سواء من خلال عمله تحت أشعة الشمس أو البرد بشكل مباشر و أيضاً حمله لأوزان تفوق إمكانيته أو الوقوف لساعات طويلة أو حتى المخاطر التي يتعرض لها من بعض الآلات و خاصة الأطفال الذين يقومون بأعمال ٍصناعية(حسب سليمان)
و ما لبث وتحدث سليمان في حواره الخاص لبرجاف عن ما يتلقاه الطفل وتعرضه لآثار نفسية من خلال التهديد و الوعيد الذي يوجه إليه بشكل متكرر من صاحب العمل. وهو الأمر الذي يؤثر على أخلاق الطفل واعتياده على الكلمة النابية التي يتعلمها من محيطه في العمل وكذلك يتم استغلاله لابتعاده عن اسرته لفترة طويلة واعتياده على التدخين والمخدرات وابتعاده عن التعليم والثقافة. (قال سليمان).
وحسب سليمان أن هناك عدد من العوامل تقف وراء الطفل للعزوف عن المدرسة أو التعليم ويجد نفسه في مكان العمل ، منها التفكك الأسري، و الجهل (حيث يشكل )عاملاً أساسياً في انتشار هذه الظاهرة؛ وذلك من خلال نشوب الخلافات االعائلية المتكررة وإثارتها أمام مرأى من عيون الطفل ، فضلاً عن وفاة أحد الوالدين او كليهما. وحسب سليمان ان الطلاق او انفصال الوالدين عن بعضهما يشكل انتكاساً كبيراً لدى نفسية الطفل وتغيير نمط حياته .
لم تغب حالة الحرب من بال سليمان حيث الحرب الدائرة منذ 7 سنوات وتداعياتها مثل إغلاق المدارس والفقر الذي ظهر على سطح الكثير من الأسر وإن كان للأخير سبباً ثانوياً في موضوع عمالة الطفل، وعلل ذلك سليمان على أنّ الأجور التي يحصل عليها الطفل مقابل عمله لا تسد الرمق و تكاد لا تسد مصاريف التنقل من منزله إلى مكان عمله.
ورأى برزان سليمان، وهو مهتم بتداعيات أزمة الحرب وانعكاسها على المجتمع إن الحلول الأوليّة المتوفرة هي "العمل على زيادة الوعي الأسري بالأثار السلبية لهذه الظاهرة "؛ فضلاً عن الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني من خلال عملية التشبيك وتبادل المعلومات والخبرات، والانخراط في مسألة الدعم النفسي للأسرة وللطفل وذلك من خلال القيام بحملات و جلسات توعية و ندوات حوارية مفتوحة ، و جلسات نقاش مركزة لمناهضة استغلال الأطفال.
وأختتم سليمان حواره بالحديث عن أهميّة سنّ القوانين وبنود دستورية رادعة لاستغلال الطفل واشغاله في وقت الذي يحتاج الى العناية والرعاية ؛ وحسب سليمان ان عملية "الحشد و المناصرة لإصدار قوانين و مواد دستورية لمناهضة العنف ضد الطفل و استغلاله و معاقبة كل من يساهم بانتشار الظاهرة و يعمل على تشغيل الاطفال و أعادة تأهيل المدارس وفتحها واعادة الأطفال الى مدارسهم والعمل على اعداد خطط لرفع المستوى الاقتصادي للأسرة ومحاسبة الفاسدين" هي من صلب العمل المجتمع المدني وعليها الانخراط فيها من الآن.