اليوم العالمي للتعليم: أبناؤنا الضحية الكبرى..

اليوم العالمي للتعليم: أبناؤنا الضحية الكبرى..

Jan 24 2019

فاروق حجّي مصطفى
اليوم هو مناسبة ٌعظيمةٌ وحالة اطفالنا سيئة..
يذهبون إلى مدارسهم بخوف، ويتلقون دروساً فيما إلى الجانب آخر نار الحرب، وأزيز الرصاص.
تحولت مدارس أبنائنا إلى مقرات عسكرية، وفي أحسن الحال إلى مأوى للنازحين.
كثير من التلاميذ يتلقون دروسهم في غرفة بلا أسقف، وفي الكثير من الأحيان بجانب غرفتهم" الأسقف الراكعة" حسب تعبير الأستاذ حسين محمد علي.
في السنوات الأخيرة، ساء وضع التعليم، ووصل الأمر مع تلاميذنا إلى عدم الرغبة في تلقي التعليم.
في أزمتنا، الكل استهتر بالتعليم. النظام والمعارضة، والآباء والأمهات. الضحية الكبرى هم التلاميذ.
ولا نستغرب، أنّه وما إن تفاقمت الأزمة حتى سنحت الفرصة للكل في البحث عن التعليم الذي كان يفتقدونه، أو كان قد منع من ممارسته. الكُرد قد أسسوا مدارسهم لانفسهم، والمعارضة أيضاً، والنظام وقف في تطوير المناهج، ما يعني ان التعليم ومناهج التدريس تشكل إحدى أسباب ازمتنا السياسية.
في مناطقنا، تلاميذنا وتلاميذتنا يتحدثون لغم امهاتهم ويتقنون فنون اللفظ الصحيح، وتبين لنا كم كان هناك احجاف بحقنا نحن الجيل الخمسينيات، خسرنا لغة امهاتنا، لم نستطع قراءة وكتابة لغة امهاتنا. كانت ازمة حقيقية.
في ظل ظروف الحرب، ما يلبث تلاميذنا وتلامذاتنا ويصرون على التعليم بلغة أهلهم، وهناك عشرات الالاف من المتطوعين والمتطوعات يكرسون لهم جل وقتهم لسير عملية التعليم، وما يقارب ٥٠٠ الف تلميذ وتلميذة يداومون في مدارسهم ويتحدون الحرب والإرهاب هذا عمل جيد.
الذي يخيفهم فقط أمر واحد هو أن لا يصبح نتاج تعليمهم ضحية سياسية.
ما يتأمله الأهالي ومعهم ابنائهم هو الإعتراف بتعليمهم، ونتائج شهاداتهم.
والأمر يبدو بأنّه لا يقف في هذا الحد. إنّ المتطوعين والمتطوعات، بمعنى الأساتذة الذين تلقوا تدريبات في مجال التدريس وصار لهم خبرة في التعليم على مؤسسات الدولة الإعتراف بهم والقيام بتعزيز أدوراهم وتحسين فنون التدريس لديهم..
إنها مسؤولية كبيرة، نشعر بها، ونتمنى من الزملاء في المنظمات أن يعيروا شيئاً من الاهتمام لهذا الوضع الكارثي.
تحية لأبنائنا الذين انخرطوا في التعليم ومعلميهم ومعلماتهم.
تحية للشهداء من التلاميذ..