المجتمع المدني وسؤال الإستحقاق...؟
فاروق حجي مصطفى
أمران يقعان على عاتق المجتمع المدني لفعله، الأمر الأول: الإنخراط في العملية الدستورية، والثاني: إصلاح العلاقات مع مكتب المبعوث الخاص، ولا سيما غرفة دعم المجتمع المدني بجنيف.
وما بين الأمرين يقع على عاتق المجتمع المدني السوريّ مسؤولية إصلاح الذات ومعرفة قيمه والدور الذي يقع على عاتقه، وموضع تواجده؛ وكل ذلك لمنع ضياع بوصلته في كل مرحلة انعطافية سوريّة.
في الأمر الأول ثمة تحديّات، ولعل أهمها هي كيف؟ وثمة تحديّ آخر هو نوع الانخراط، وتحدي ثالث ماذا بعد الإنخراط؟
وفي الأمر الثاني، ولعل في هذا الأمر ثمة تعقيدات، وأول هذه التعقيدات هي كيفية صياغة علاقة جديدة مبنية على التشارك الفعلي في مسار الغرفة والوظيفة؛ ولا نستغرب أنّ مسألة الملكية هي ربما ليست بمستوى الأشكال إن كان لدى مسيري ومخيري الغرفة نيّة التشارك.
منذ تشكيل الغرفة وإلى هذه اللحظة لم يختفي اللوم، وفي كثير من الأحيان تمدد اللوم ووصل إلى حد النقد اللاذع، ومن المعروف أنّ هناك شكلان لأصحاب اللوم والنقد، شكّل مبدئي وحريص على مستقبل المجتمع المدني ومسار السلام السوري، وهذا النوع وجه النقد لأنه كان عليه مآخذ على انطلاق الغرفة، وكان يعتبر أن لانطلاق الغرفة مآرب وموارب، في لحظة أنّ كل المشاركين في الغرفة تجنبوا الاحتكاك مع هذا الشكل من المنتقدين، ولم يفتحو حواراً صريحاً ومسؤولاًً معهم.
والشكل الآخر لأصحاب اللوم هم المزاودين، وهدفهم حصر كل المسارات في مسار المعارضة وحتى النظام، ونلاحظ أنه مرةً يلومون الغرفة لأنها تتجنب التضمين والتشميل ومرة يزاودون ويرون أنّ وظيفة الغرفة لا تخدم الصالح العام السوري.
والحق أنّ هذين الاستحقاقين: الدستور، وإصلاح الغرفة، يجب أن يكونا هدفين أساسيين للمجتمع المدني السوري، وعليه فإنّ المجتمع المدني أمام استحقاق، ليس الانخراط فحسب إنما الانخراط مع أي كتلة، هل مع كتلة "الثلث الثالث" أم مع كل من يحمل أو يقارب المحتوى وأداء العمليّة بتقييم المجتمع المدني.
والهدف العام هو دستور جيد معبّر عن الكل ويحل الجزء الخلافي بين السوريين.
والهدف الآخر هو أنّ الغرفة جزء لا يتجزأ من تاريخ المجتمع المدني السوري، وأنه مكسب مهم، ولعل هذا يضعنا أمام مسؤولية أخلاقية ومهنية وذات قيمة، وأن إصلاح الغرفة يعني إصلاح الذات بعينها.
بقي القول، إننا أمام مخاض لمسار مدني فاعل وجدي، ما يتطلب منا جميعاً التعامل الجدي والمسؤول وهي فرصة كبيرة لنا، ولنحقق أمرين بأضعف الإيمان: بلورة واقع مدني حقيقي باستطاعته التقارب مع المحطات الأخرى دون ضياع البوصلة والموقف. والشيء الآخر هو تحويل الغرفة لتكون مرجع بنكي من الأفكار وسبل الحل والخيارات... أبعد من العملية الدستورية أي كل العمليات السوريّة اللاحقة!
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018