اللجنة الدستورية ومطب "المبادئ"!
فاروق حجي مصطفى
كلنا يعرف أنّ عدم قيام اللجنة الدستورية بعقد أعمالها، ليس سببه تمسك الطرف الحكومي ب "المبادئ الوطنيّة"، إنما السبب الأساسي هو الهروب من الاستحقاقات تحت ستار "المبادئ الوطنيّة"، ويمكن تعميم هذا الأمر على جزءٍ كبيرٍ من المعارضة أيضاً.
في العموم، إنّ الوطنيّة ليس لها تفسيرات متعددة، وهي مثل الحقيقة لها تفسير واحد، وانطلاقاً من هنا، فإنّ من يتهرّب من الإستحقاقات بحجة "الوطنيّة "، فإنّه يتهرّب من حقيقة التغيير، بمعنى إنّه لم يأت إلى "اللجنة "، لأجل صياغة دستور، بل لأجل دستور يحميه هو ولا يحمي الوطن(نقصد الدولة، لأنّ الوطن كمفهوم مرحلة قبل الدولة)، ولعل السبب إنّ الجاهل في عملية الدستور هو من يتحدث عن "المبادئ"، وتحت عنوان "المبادئ الوطنيّة" بمعنى موقع المبادئ في الصيّغ ايديولوجية شيء، وفِي الدساتير شيءٌ آخر؛فالمبادئ في الدساتير واضحة، وهي تحدد في الديباجة، ولعل أولى المبادئ وأعرضها وأطولها: "وحدة واستقلال البلد".
والحال، وما نود قوله، هو إنّ الوجود في اللجنة مسؤوليةٌ وطنيةٌ، وتاريخيةٌ، وأخلاقيّةٌ (أيضاً)، فمن يتواجد في اللجنة عليه أولاً التحرر من البوتقات الحزبيّة، والفئوية، ويصبح أمام مسؤولية كبيرة، بحيث تحمل تعبيرات كل الشرائح المجتمعية والسياسية، فضلاً عن إنّه يقع على عاتق عضو اللجنة التفكير بشكل أعمق، بمعنى عليه النظر إلى وضع البلاد وتحدياتها والمخاطر التي تواجه البلد، والتعدد الذي يزين خارطتها، بحيادية تامة، مجردة من المواقف المسبقة تجاه أي مكون سياسي أو مجتمعي، حتى بوسع هذا العضو التكيّف مع أفكار عامة التي تأتيه عبر الإنخراط المجتمعي لعملية الدستور، ليصل إلى صياغة دستورٍ يعكس صورة البلد، وناسه، ويعبّر عن تطلعات جميع السكان، ويضمن حرية الأفراد.
وكان ليصبح مثار إعجاب لو انطلق كل عضو من الحديث عن مبادئ أخرى، مثل حقوق الإنسان، وفصل السلطات، وأهمية القضاء.
ما يعني إنّ المبادئ في الدستور هي كأساسٍ هندسي لكل عمارة، ، وتكمن روح هذه العمارة في إسقاطاته المحليّة، وذلك تجنباً لظاهرة "كوبي پيست".
بقي القول، إنّ اللجنة تلتئم، بعد أشهر عديدة، وهذا الأمر لوحده مسؤولية كبيرة، إذ يضع الجميع أمام استحقاق تجاوز الحديث عن قشور الأمور والإنتقال إلى جوهر الدستور ( محتوى)، وهذا الأمر فقط هو من اختصاص اللجنة الدستورية، لا الدفاع عن قناعاتٍ مصدرها القاع الفئوي، وغالباً الحزبيّ.
-
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024 -
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018