العملية الدستورية: لا تعارضوها، حاولوا أن تكونوا جزءاً منها..

العملية الدستورية: لا تعارضوها، حاولوا أن تكونوا جزءاً منها..

Sep 30 2019

فاروق حجّي مصطفى
لا بد من القول، إنّ كل ما صدر عن القوى والأحزاب، والنشطاء السوريين: عرباً وكُرداً والمكونات أخرى وردود الافعال عبر البيانات أو المدونات الشخصية في الفيسبوك أو التوتير، أو المنصات الإعلامية ومنابر التواصل الأخرى، هي ردود أفعال محقّة ومشروعة، ومفيدة للعمليّة الدستوريّة، ولها مردود إيجابي وتنعكس إيجابياً على المسار الدستوري، وما نتمناه هو الإستمرار بهذا الشكل من التفاعل وذلك خدمة لتطوير آلية مقاربة العمليّة الدستوريّة، وتطوير الأفكار التي يتناولها أعضاء اللجنة.
بيد إنّ ما هو غير المحق، إنّ الردود الأفعال هذه تصل إلى حد التأثير السلبي، وهي خانة"المقاطعة"، وهذا ما يشير إلى عواقب وخيمة لا على اداء العمليّة الدستورية فحسب إنّما على مستقبل المشاركة السياسية وفي إطار الشأن العام وسيكون لهذا الأمر عواقب غير محمودة على الطرف الذي تناول موضوع الدستور بأشكالٍ سلبيّة.
ولا نستغرب، بأنّ الكل لديه ملاحظات وانتقادات على اللجنة الدستورية، وعلى القواعد الإجرائية، خاصة إنّ دستور ٢٠١٢ جزء كبير من سوريا يصفه باللاشرعي، والمبادئ الاثني عشرة هي مبادئ بصيغتها منشورة غير مرضيّة من قبل الكل، وكان لنا ما لا يقل عن ثمان ملاحظات عليها وناقشناها معاً كمجتمع المدني..
وأضف إلى ذلك مسألة التوافق واللجوء إلى عمليّة التصويت، وهذا يعني سلفاً بإننا سنصبح تحت رحمة "ديكتاتورية الصوت"..ونقاطٍ أخرى كثيرة
كُردياً، بدا لنا بأنّ الكل لم يتعاملوا مع المسألة الكُرديّة كمسؤولية تاريخيّة، وإقصائهم بهذا الشكل،في وقت انهم في حالةٍ من الشعور بالظلم عبر التاريخ من المؤكد بأنّ العمليّة الدستوريّة معرّضة لنوعٍ من النزاع وقد تكون لها مخاطر على العمليّة ككل، في لحظة إنّ استيغاب المجتمع المدني والذي له دور فعال في أي عملية خلافية لا تخدم العمليّة بتاتاً.ولذلك أُقيّم جهود الإدارة الذاتية للانخراط في العمليّة إيجابياً وبأهمية.
والحال، إن العمليّة ككل هي من روح القرار الأممي، وتم إعلانها في منصة الأمم المتحدة، وهناك مبعوث أممي خاص وفريق عمل، ودعم من قبل المحورين"استانة/سوتشي"، و"المجموعة المصغرة" ما تؤهلها - العملية- للسير نحو بناء أو صياغة أمر ما وسيكون الأمر" الواقع السوري"، ومن هنا على الجميع الإبتعاد عن المزاجية السياسية، والمواقف الإرتجاليّة والتعامل مع العمليّة، حتى يكونوا هم جزءاً من العمليّة، ليس لأجل شيء انّما لأجل تحسين الأداء وتطوير الأفكار والوصول إلى صيغة مرضية للمجتمع ككل أفراداً وجماعات..