الشباب وانخراطهم في العمليّة المجتمعيّة..

الشباب وانخراطهم في العمليّة المجتمعيّة..

Oct 17 2018

برجاف|سردار شريف*
وما ان حلّت الأزمة سواء على مستوى الحكم أو على مستوى إدارة للحراك العام حتى ظهرت الجمعيات والمنظمات الإنسانية- المدنيّة، والمجتمعية بشكل كبير، ولم يقتصر هذا الظهور على منطقة محددة، انما تواجدت في كل المناطق، وما لبثت ودعمت هذه الكيانات المدنيّة المجتمع من النواحي الإنسانيّة (الإغاثة، والقطاع الصحي) ومن جوانب تصقيل المهارات الذهنيّة.
ولا نستغرب إنّ وجود حالة من المجتمع الإنساني سبقت الحراك والأزمة وكانت نسبة الإستجابة أيضاً موجودة بيد أنّه في المرحلة المفصليّة من بلادنا زادت عدد المكونات (الجمعيات والمنظمات) وزادت الإحتياجات أيضاً؛ في وقت إن حالة من الهجرة (في البلاد) طغت على اهتمامات وخاصة الشريحة الشبابيّة.
يمكن القول انّه ما تبقى من الشباب لعبوا دوراً مميّزاً وعلى مستوى المنحيين: المستهدف، وأيضاً، الفاعل ، ولعل السبب يكمن في أن الشباب كونهم يشكلون مصدراً ملهماً للافكار ويمتلكون طاقات يعجز عنه الجيل الكبر بامتلاكه ما يدفع بالحالة الشبابيّة للعب دور جسر الوصول إلى العالمية وأصبحت القوة الكبيرة في جميع المجالات في الحياة وبالأخص أولئك الشباب الذين لا يترددون عن التوقف في عمليّة استجابة للاحتياجات وذلك اظهار الطاقة الايجابية التي يمتلكونها ما يساهم في عمليّة تطوير المجتمع وتميزه.

ما هو المثير للانتباه هو أنّ جُلّ الشباب انخرطوا في الحملات مجتمعيّة، والإنسانية لدعم مجتمعه السوري سواء كونه مستهدفاً أو فاعلاً في تقديم الإعانة والمساعدة للمحتاجين.
والحال إنّ هذا الحماس لشباب أنتج واقعاً ومشهداً متطوعاً، وصار التحرك الشبابي نحو العمل التطوعي الإنساني تحركا" غير متوقع والكثير الكثير منهم كان تقديمه بلا مقابل وهدفه هو تكريس حياته في هذا المجال واستثمار طاقاته وأفكاره في جميع نواحي العمل الإنساني التطوعي التي كانت منها وأهمها الدعم النفسي والدعم الاغاثي والفكري والصحي التي ساهمت كثيرا"في تخطي سنوات مؤلمة من الأزمة والتي كانت تحت رعاية وبدعم الجمعيات والمنظمات الدولية والمحلية وذلك بهدف غير ربحي وأيضاً العديد منها قد سلط الضوء على دور الشباب الهام في هذه المسألة وهم كانوا السبب الحقيقي لتحقيق أهداف أكثر والوصول لنتائج إيجابية ليست لها نهاية، ما يضعنا بهذا المشهد أمام نتيجة مفادها:"عن طريق الأفكار المميزة و إيمانهم الكامل بالعمل الإنساني التطوعي".

وأقتصر العمل الشباب التطوعي في أهم القضايا هو: الأطفال وحاجتهم للتعليم والإهتمام الصحي وحاجات أخرى أثبتوا فيها قدرتهم على تخطي أصعب الأيام والأشهر والسنوات من المعاناة الحقيقية في الأزمة وكانوا السبب الرئيسي لخلق حالة جديدة وهي حالة التحدي والسباق إلى ساحات العمل الإنساني من دون مقابل ومن دون ملل وعدم النظر إلى الوراء أو إظهار اليأس بل العكس تماما" كان الأهم هو تقديم كم هائل من النشاط والكثير من الأحيان كان هناك الكثير من الأصدقاء وما زالوا يقومون بتعريض أنفسهم للخطر من أجل الحصول على هدفهم الإنساني عن طريق القوافل الإنسانية التي خسرنا فيها العديد من الأصدقاء الرائعين الذين يستحقون كل الاستحقاق..

يمكن القول انّ مسألة عدم انخراط الشباب في الأعمال الإنسانية والمجتمعية كما لو انّ الشباب يتلكئون في بناء تاريخ لهم في المرحلة السورية، فدور الشباب هو الدور الأهم وهو الأداة للوصول إلى الأماكن البعيدة كل البعد عن الحياة الطبيعية والأماكن البعيدة عن الإنسانية لنشر الوعي والقيام بالدعم المطلوب أن كان الدعم يتعلق بالدعم النفسي او بناء القدرات أو دعم تعليمي أو صحي أو ثقافي ولجميع الفئات (الأطفال / اليافعين/ المراهقين / المرأة/ الرجل) لهذا فإنه من المهم جدا" استثمار أفكار الشباب للوصول إلى أماكن عالية من الثقافة ومن الوعي والقدرة على خلق مساحات واسعة جدا" تدعم أفكار كل الفئات في المجتمع .

*ناشط ومهتم شبابي