الشباب والطريق إلى السلام
سردار شريف
المجتمعات الشرقية هي مجتمعات مليئة بالثروة الشبابية والطاقات الهائلة التي تم أهمالها بشكل كبير منذ القدم والسنوات العديدة التي أصبحت فيها البطالة هي موطن أغلب الشباب الذين ينتمون إلى البلاد الشرقية والعربية ومع ظهور ما يسمى بالثورات العربية والأزمات السياسية والحروب زادت هموم الشباب وظن أغلب الشباب أنه قد حان زمن الديمقراطية والحرية التي استخدم فيها الشباب للإطاحة برموز الديكتاتوريات في البلاد العربية ولكن سرعان ما تحولت الشوارع في البلدان العربية إلى ساحات شغب وعنف وقمع وبالطبع لم تكن كلمة الحرية مفهومة بشكل واسع للشباب لذلك استخدمت الكلمة بشكل خاطئ ما أدى إلى تحول العديد من تلك البلدان إلى ساحات قتال وسيطرة الدمار على كل شيء / البنية التحتية /البنية الفوقية / اقتصاد الدولة / الفكر / والتعليم ايضا" .
مع بدأ الصراع في البلدان العربية بدأت هجرة الشباب إلى البلاد الأوروبية لأنه من الصعب البقاء في واقع أليم يمنع الشباب من ممارسة أصغر حقوقهم واحلامهم وخاصة أن نسبة كبيرة كانت تعاني من الوضع المادي المتردي وخاصة في سوريا
كان نسبة قليلة تستطيع أن تكمل التعليم وتختار البقاء رغم أن فكرة البقاء كانت مغامرة بحد ذاتها
لأنه سرعان ما تحولت المسألة في سوريا إلى كارثة وظهور الصراع بين الكثير من القوى والفصائل على أرض واحدة وكل هذا على حساب حياة الشباب وعلى حساب أحلامهم التي أصبحت لا تعني شيئا" لهم .
أصبحت معاناة الشباب السوري هي قصص نستطيع أن نراها عن طريق المسلسلات والأفلام السورية والأفلام الوثائقية والقصص والروايات التي ظهرت ما بعد مرحلة ما يسمى بالربيع العربي الذي تحول إلى خريف وسقطت كل الاوراق وأصبحت السياسة تلعب لعبتها ودورها في المنطقة وأيضا على حساب الشباب ولكن رغم قساوة الوضع في سوريا وهجرة الملايين هناك نسبة جيدة اختارت البقاء دون اختيار أحد تلك الأطراف السياسية أو العسكرية التي أصبحت تحتل مساحة جيدة على وسائل الإعلام العربية والغربية وشبكات التواصل الاجتماعي وكان اختيار البقاء يترافق مع تعرض الشباب للعنف بشتى أشكاله في كل يوم في الشارع والجامعة والأماكن العامة وفي كل مكان وظهرت سياسة العنصرية في اللغة والدين والمعتقد والمكان واللهجة لذلك كانت نتائج هذه المسائل سلبية بامتياز .
مع وجود الكم الهائل من الصراع اختار المئات من الشباب العمل الإنساني رغم الظروف الصعبة والوضع الإنساني المؤلم وعدم توفر مردود مادي وكان اختيارهم بالنسبة لذلك الحرب اختيار يتحدى أمور ومسائل دولية يصعب ترجمتها إلى كلمات أو جمل
أصبح الشباب السوري يحمل الأفكار الإنسانية ويتقدم نحو الأمام وينخرط بالمجموعات الشبابية التي تقدم في الساحات الإنسانية في غالبية المحافظات السورية مع زوال أفكار العنصرية التي ظهرت في بداية الحرب والأزمة السورية وأصبح هدف الشباب الوصول إلى الأماكن التي تعاني من الوضع الإنساني المتردي ولعبت الجمعيات والمنظمات الدولية دورا" هاما" وفعالا" حيث أصبح الشباب ينخرطون في المنظمات والجمعيات وفتح المجال لهم لتقديم المحاضرات والندوات الإنسانية والاجتماعية والثقافية والصحية والدورات التدريبية التي تمكنهم أكثر من العمل في هذا المجال ولكن لم تكن كل المنظمات الدولية هدفها إنساني ومع ذلك استطاع الشباب التمييز بين هدف ونوايا كل منظمة وكل جمعية .
الهدف الحقيقي للشباب أصبح مختلفا" ومتعلقا" بالإنسانية أكثر من أن تكون الأهداف هي شخصية ومحدودة وأصبح مفهوم الإنسانية والسلام هو الشيء الأهم ضمن صفوف الشباب وحتى ان غالبيتهم اصبحوا يعملون على تحقيق السلام دون أن يعلموا بهذا الشيء وهنا كانت تخلق الحواجز والمظاهر السلبية في الكثير من الأماكن التي كانت تدعي الإنسانية ولكن في الحقيقة هي كانت أماكن تقف في طريق الشباب .
لعبت شبكة ووسائل التواصل الاجتماعي دورا" هاما" وقويا" في إيصال الرسائل الإنسانية التي وجهها الشباب السوري إلى العالم وسلط الضوء على الأعمال الإنسانية والتطوعية التي يقومون بها في جميع المجالات والمواضيع وكل النواحي التي تتعلق بالوضع الإنساني في سوريا وكانت المواضيع التي يطرحونها مواضيع جريئة لم تكن تطرح قبل الأزمة والحرب في سوريا و أصبح الكثير من الشباب مثيرين للرأي العام ومحط أنظار الجميع في داخل وخارج الخريطة السورية .
مسألة صناعة السلام كانت وستبقى المسألة التي من المستحيل تحقيقها دون الاستعانة بقدرات الشباب يتسائل الكثير هل من الممكن أن يتحقق السلام ؟
كلنا نعلم ما هو الجواب الحقيقي فالسلام مسألة متعلقة بالشباب حصرا" لذلك لا يمكن تحقيق هذا الشيء وعدد كبير منهم هاجر إلى خارج البلاد وما زالت مسألة الهجرة مستمرة فلم يخلق الشباب لحمل السلاح أو لدخول المعارك لتحقيق أهداف سياسية أو عنصرية لا تعني لهم بشيء لذلك الشباب ووجودهم في ساحات المعارك الهمجية لن يحقق إلا مزيدا من التوتر والدمار والحرب المستدامة لا بل العكس هو الصحيح فالشباب هم خلقوا ليكونوا بالساحات الإنسانية يصنعون السلام الدائم متبعين سياسة السلام والإنسانية صانعين لاوطانهم ولأنفسهم المعجزات والحياة الديمقراطية الحرة الكريمة .
-
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023 -
شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»
Dec 13 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018