الديانة الإنسانية

الديانة الإنسانية

Sep 29 2019

سردار شريف
كثيرة هي الديانات والمعتقدات الدينية التي ننتمي إليها فكل بلد في هذا العالم يمتلأ بالديانات واللغات والعرقيات فكثيرا" ما نرى أن مدينة واحدة يوجد فيها كنائس ومساجد ومعابد وتختلط الأصوات النابعة من كل هذه الأماكن الدينية مع بعضها البعض فيشكل سيمفونية رائعة لا نستطيع ترجمتها إلى كلمات أو جمل نستطيع كتابتها وقراءتها وكل شخص منا مهما كان ومن أين كان فإنه يخلق لأب وأم هما يقومان باختيار الأسم أما الدين أو المعتقد فهذا الشيء لا يستطيع أحد اختياره فهي شيء اعتدنا أن يكون قد اختارته لنا الحياة وكان ومازال الإنسان يترعرع على دين ما إلى أن يموت هذا الإنسان وفي جعبته الكثير من التساؤلات والاستفسارات وإشارات الاستفهام التي يريد لها أجوبة ولكن لا يستطيع أن يسألها أو لا يمتلك الشجاعة الكافية للبحث عن الأجوبة فيرحل من الحياة دون أن يحصل على أي إجابة.

وتبقى السياسة والحروب من أهم الأمور أو الأسباب التي جعلت الإنسان أن يتحول إلى مجموعة من الأفكار العنصرية السوداء التي تخدم فكر وهدف الكثير من الشخصيات الدكتاتورية والشخصيات المتشددة دينيا" التي تسببت في هلاك العديد من شعوب العالم وانهيار دول وبلاد في الشرق والغرب على مر التاريخ والعصور وما زالت المسألة دائرة في كثير من دول الشرق الأوسط لأسباب لا يعلمها إلا أشخاص لا يحملون اي أنواع سلاح ولا يكونون في ساحات المعارك لا بل العكس تماما فهم يقومون بترتيب الساحات الدموية من عن بعد واعطاء الاوامر ويبقى الإنسان المدني والمجتمع هو من يدفع ثمن أفكار وأهداف سياسية لا يكون هو له فيها اية هدف أما سبب دفعه للقيام بذلك هو زرع العنصرية في عقله وقلبه وإبعاده تماما" عن الفكر الإنساني.

وقد أصبحت الشعوب هي الأداة الفعالة لكسب الأرباح السياسية وظهور الحروب بجميع اشكالها وانقراض السلام والاستقرار وإخفاء تام ومتعمد للفكر الإنساني الخالي من التعقيدات الدينية والسياسية والكلمات التي تخلق المزيد من العنصرية والحقد والكراهية وبالطبع نادرا من يكون هناك من يسأل نفسه عن سبب عدم تقبله الأديان الأخرى أو الآراء المخالفة لارائه رغم أن مهما اختلف الإنسان عن الإنسان الذي يقابله في الآراء والأفكار والدين يبقى كلمة الإنسان تجمع بينهما ولكن تطبيق مبادىء الإنسانية تبقى غير مهمة عند الأغلب بسبب تمسك كل شخص بدينه وفكره ورأيه وعدم تقبله فكرة ان الإنسانية هي أهم فكرة وهي النقطة التي يجب على الجميع الانتماء إليها .

الكثير يتسائل من أين بدأ الخطأ والابتعاد عن الفكر الإنساني؟

الخطأ يبدأ منذ الطفولة في العائلة والمدرسة وكل الأماكن والمحطات التي تكون مشاركة ببناء شخصية الإنسان ولكن عندما يكون هذا البناء لشخصية الإنسان بعيدة تماما" عن فكرة الديانة الإنسانية فإذا نحن أمام كارثة حقيقية وإذا نحن أمام شخص موقوت ممكن أن تنفجر أفكاره اللا إنسانية في اية لحظة وتتسبب بمشكلة وخلل في المجتمع بسبب انتمائه لأفكار عائلته المتعصبة لفكر ما أو معتقد ما وبسبب تأثره بمعلمه الذي لا يحمل أي فكر إنساني بل العكس تماما" يحمل فكرة واحدة وهي أن الطالب يجب أن يكون نسخة عنه في المستقبل أما أن يكون إنسانيا" فهي مسألة غير مهمة لهذا السبب نرى أن نسبة العنف نسبة عالية جدا في المجتمعات الشرقية بسبب عدم وجود الأساس الإنساني التي يجب أن يكون المجتمع قائما عليه وعدم وجود القواعد الإنسانية التي يجب أن تكون موجودة والنقطة الأساسية في كل الأماكن والمحطات التي يمر بها الإنسان .

المبادىء الإنسانية هي المبدأ الأساسي في الاستجابة الإنسانية وهدف الاستجابة الإنسانية هو حماية الإنسان والحياة والصحة والبيئة والحيوان والتأكيد على احترام كل البشر لبعضهم البعض دون التمييز في اللون أو الجنس أو الدين أو العرق وايضا تشجع مبدأ الإنسانية على الفهم المتبادل والتعاون والصداقة والسلام بين كل الناس ولكن هل نحن تعلمنا على هذا الشيء ولماذا كان هناك شيء ما يكون دائما" مانعا لتعلم مبادئ الإنسانية والسلام
إذا نرى أن هناك سياسة ما كانت وما زالت تمنع تعلم الأشخاص الثقافة الإنسانية لكي يكون من السهل التحكم وتوجيه الأشخاص إلى ساحات القتال والساحات الدموية بسبب انتشار الجهل وبسبب عدم خروج الأشخاص في البلاد الشرقية من القوقعة التي تزيد من نسبة الجهل .

الانتماء إلى الديانة الإنسانية هي لا تعني التخلي المسلم عن دينه أو المسيحي عن دينه أو اليهودي أو الايزيدي لا العكس تماما بل هي توحد الأديان وتجعل من الإنسان بعيدا تماما عن فخ السياسات التي تصنع الحروب بين الإنسان والإنسان وتحافظ على وجود السلام والاستقرار بين الشعوب هي فكرة تساهم في عيش الإنسان الحياة دون استخدامه للعنف فهمه الحياة الإنسانية وتقبله للآخر دون أن يحمل فكرة إلغاء الآخر .