اختتام فعاليات الندوة الحوارية حول الحرب الخاصة ببيان ختامي طالب فيها المشاركون إلى تبني مقترحاتهم

اختتام فعاليات الندوة الحوارية حول الحرب الخاصة ببيان ختامي طالب فيها المشاركون إلى تبني مقترحاتهم

Sep 05 2020

برجاف|كوباني
اُختتمت فعاليات الندوة الحوارية حول الحرب الخاصة، التي رعتها أكاديمية المجتمع الديمقراطي في كوباني، واستمرت ليومين، بحضور شخصيات المجتمع المدني وأحزاب سياسية والمؤسسات الإدارة الذاتية في إقليم الفرات والمثقفين.
وتخللت الندوة التي عقدت في صالة "روني وار" عدة محاضرات، وهي "ماهية الحرب الخاصة، أهدافها، وأدواتها، والإعلام ودوره، والطابور الخامس".
وانتهت الندوة ببيان ختامي دعا فيها المشاركون الجهات المعنية بتبني مقترحاتهم.
وجاء في البيان الختامي للندوة ما يلي:
بعد يومين من النقاشات المستفيضة، اختتمت فعاليات المنتدى الحواري حول الحرب الخاصة الذي تنظمه أكاديميات المجتمع الديمقراطي، بمشاركة واسعة من المثقفين، وممثلين عن الأحزاب السياسية، الحقوقيين والنشطاء وعدد من الشخصيات المستقلة، وأعضاء وإداريين في مؤسسات الإدارة الذاتية والمؤسسات المدنية، في مدينة كوباني.
انطلاقاً من خطورة الحرب الخاصة، وما تشكله من تهديد جدي على وجود المجتمع وقيمه وثقافاته، عقد المنتدى للنقاش حول ماهية هذا الأسلوب الخطر من الحروب وكيفية التصدي له، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز أدواته والثغرات التي تستغلها الجهات المعادية لممارسة هذه الحرب.
النقاشات الغنية التي دارت في أجواء ديمقراطية خلال المنتدى أظهرت بأن هذا الأسلوب من الحروب يمارس الآن في مناطق شمال وشرق سوريا من قبل جهات معادية عدة تهدف إلى تحقيق أهداف عدة لعل أبرزها هو إنهاء حالة التآلف الاجتماعي والمكتسبات التي تحققت في المنطقة والإدارة والقوات العسكرية المتواجدة فيها وفرض الهيمنة والاحتلال على المجتمع.
المجتمعون حذروا من مخاطر الحرب الخاصة والنفسية التي تتعرض المنطقة لموجاتها العنيفة، وشددوا على ضرورة أن ينتبه أفراد المجتمع منها، ولتجاوز الآثار السلبية لهذا النوع من الحروب، أكد المجتمعون على أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، سواء الإدارة أو المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته، فالمنطقة تشهد صراعات محلية، إقليمية ودولية وهنالك أطراف عدة تحاول إيجاد مواطئ قدم لها فيها، وفي سبيل ذلك تمارس شتى الوسائل لفرض الهيمنة والنفوذ على شعب المنطقة بمختلف المكونات.
وخلال المنتدى، جرت الإشارة إلى أن الثغرات والأخطاء التي يستغلها العدو يجب معالجتها وسدها، سواءً أكانت لدى الإدارة أو المجتمع، والتأكيد على ضرورة أن تلتفت الإدارة إلى قضايا المجتمع بانتباه أكثر، وتعريف المجتمع بمخاطر هذا الأسلوب من الحرب من خلال إقامة برامج توعية والندوات والحوارات والاجتماعات وإمكانية توزيع منشورات حول الموضوع.
وقد أظهرت النقاشات بأن تجنيد العملاء يعد أحد أبرز أدوات الحرب الخاصة التي تمارس على مجتمع المنطقة، فتقسيم المجتمع من الداخل يعتبر هدفاً استراتيجياً للعدو يستطيع من خلاله مد يده إلى داخل المجتمع.
وأن تطوير وسائل إعلام احترافية تملك استراتيجية هادفة وقادرة على مواجهة هذه الحرب أمر هام للغاية، وأن ما للتأثيرات الملحوظة على المجتمع كإفرازات الحرب الخاصة هو نتيجة لضعف الدور الإعلامي في مواجهتها وتهيئة المجتمع للوقوف بوجهها.
لذلك، فإنه بالإمكان الاستعانة بالخبرات الإعلامية للاستفادة منها في تقوية المؤسسات الإعلامية الموجودة والتي يقع على عاتقها مواجهة الحرب الخاصة.
وإن أحد أكثر الأساليب فعالية في مواجهة هذه الحرب هو معالجة نقاط الضعف، وتقييم جميع المشاكل والخوض في تفاصيلها ووضع خطط استراتيجية لحلها، والاستماع إلى مطالب الشعب وبناء علاقة وثيقة مبنية على الثقة والروح الوطنية بين الإدارة والناس، وهذا يتطلب تطويراً في عمل المؤسسات والمؤسساتية.
إضافة إلى زيادة التوعية لدى مختلف فئات المجتمع وخاصة الفئة الشابة والتوعية بمخاطر مؤسسات التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أبرز وأخطر أدوات الحرب الخاصة، فالإنسان الواعي هو القادر على مواجهة هذه الحرب ومحاصرة تأثيراتها.
كما من الضروري العمل على تحسين الواقع التعليمي والتربوي وترسيخه بين المجتمع ليساهم في رفع مستوى الوعي والعلم والمعرفة.
إضافة إلى التركيز على دعم وتطوير الاقتصاد الوطني والاكتفاء الذاتي كسبل مواجهة الحرب الخاصة ووضع آلية للعمل على تشجيع أبناء المنطقة في الخارج للعودة والمساهمة بشكل فعلي في تطوير واقع المنطقة.
وأكد المجتمعون على ضرورة أن يتم تبني مقترحات المنتدى لتتحول إلى مشاريع وخلق آليات مناسبة لتنفيذها، من جانب الجهات المعنية وتشكيل لجان متابعة معنية بهذا الموضوع.