أنتظر يدك لأمشي!

أنتظر يدك لأمشي!

Jun 09 2020

برجاف|روشن خان أغاسي
نصوص من بطن الزمن..
بالرغم الزمن الكافي، لم يمد لي يده، ثلاثة أعوام كانت كافية لأنتظر ، ام انتظر قبضة الريح، فقط لتمد لي يدك لأمشي..
ام سعد الزمن يخفي ما فعلت، وان اخفيته، فالزمن بان الشخص الثالث بيننا وادرك انه أخبرك كيف كنت أبكيك، وأذرف دموعاً، وأشكيك كما السنبلة عندما تنحني للأرض والسماء في لحظة الاخيرة من موسم القمح.
وسرعان ما طغى شمس الصيف وعاد ثانية، لأحترق مرة أخرى لا أموت في حرارة أيامها، ومن يدري ربما لأحيا من النار من جديد.
الشهادة في زمن الانتظار..
وما أن عكفت في مفارق الزمن وأنتظر تباشير السماء حتى طرقت الشهادة باب العمر . اسبوع واحد كان كافياً للولوج الى قائمة الخلود، ولم يدم الزمن لبرهة حتى استشهدت هنا، في مفرق التاريخ والازمان.
ما هو العجيب هنا، ان شهادتي لا تشبه كل الشهداء، ..كانت شهادة فكل الدلائل تشهد على ذلك، ما هو المختلف انّ الشهادة على مطية الزمن ليس كما يستشهد ويقارع الزمن. الجامع بين لونين التضحية.
الصلاة ما بعد الشهادة..
حيث كانت الساعة تلوح اي الرابعة فجراً ، وهو وقت الصلاة، الكل يصلون في هذا التوقيت الصعب، توقيت النيام ، وبينما كنت اصلي تنبأت على أن يأت أحدهم ويرمي بي سكينه، وطعنني بظهري في لحظة كنت أخاطب الله ...قلت: لم أكن أريد أن ارى الجاني لم أكن بحاجة إلى ذلك !
أتدري لماذا؟
حينما كنت أصلي كانت صورة أبي ترتسم عند موضع جبهتي، و حين ركوعي، شاهدت كيف يمد والدي يده لي كي أمشي..
وما برح وفي الصباح أكاد لم اخرج من الحلم وهو مكاني الذي ما لبث صار بوح لسر أيام أبي، وحين أتى أحد لم اعلم إن كان ملاك الخير أم الشر ليأخذني لأنه كان مقنّعا بائسا وكل ثانية كان يلعن أمه وأباه وسماه وأرضه.
ما يثير اي الامر هو ان الناس ربما رآه ملاك الخير وشعروا بان لديه القدرة بتغير قناعه من الأسود للأبيض.
لم أبرح مكاني اخذت من غرفة طفلي بعض القوة وسكينا من المطبخ، ولأطعن ذالك القناع الذي يرتديه حيث الموت لم يشكل لي اي فارق كل ماكنت اريد معرفته ذاك المقنع الذي جاء ليأخذ روحي
اريد ان اتحقق من شهادتي
وفي يوم التالي رأيته اختفى واصبح دخانا أسودا ورمادا عند موطئ أيامي.
هنا علمت أنني لم أمت وكانت روحي تصارع فحسب أما عن الشهادة فكلنا شهداء هذا الزمن بطريقة أو أخرى !
عصارة النص تفيد: ما زلنا نعكف في بطن الزمن..الحلم!