أزمة خبز في بلدة

أزمة خبز في بلدة "الدرباسية" ... توقف الأفران الاحتياطية عن العمل وتخفيض طحين المخابز بنسبة 30 بالمائة

Feb 08 2019

أزمة خبز في بلدة "الدرباسية" ... توقف الأفران الاحتياطية عن العمل وتخفيض طحين المخابز بنسبة 30 بالمائة
برجاف| الدرباسية – الحسكة :هديل سالم
بعدما كانت مشكلة سوء نوعية إنتاج الخبز من المشكلات التي كانت تزعج مواطني بلدة الدرباسية لسنوات مضت،بدأت تطفو تدريجياً مشكلة ثانية وهي نقص مادة الخبز، وعلى الرغم من توزع المنطقة الكُردية شمال شرقي سوريا على مساحات زراعية شاسعة، وتنوع منتجاتها من قمح وشعير وعدس وأجود أنواع البقوليات، وازدهار الزراعة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنه اليوم تعاني بلدة الدرباسية وعدد من مدن وبلدات مناطق روج آفا من نقص الطحين بالتالي فقدان الخبز.

توقف المخابز الاحتياطية...

كشف عبد الناصر سليمان مدير الفرن الآلي في بلدة الدرباسية عن الأسباب الحقيقية لنقص مادة الخبز في الأسواق وقال: "لليوم الرابع على التوالي توقفت الأفران الاحتياطية عن العمل،وخفضت طحين المخابز الاحتياطية بنسبة 30% هو السبب الحقيقي خلف خلق هذه الأزمة"، نافياً ما يروج له في الشارع الكُردي بأنها أزمة مفتعلة من أصحاب المخابز، وأضاف:"نحن من أبناء هذه المنطقة وحالنا كحالهم"، وعن توفر مادة الطحين، أكد إنها مفقودة الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة.
ونقل ولات (37 سنة) أحد مواطني الدرباسية حالة الأسرة الكُردية وسط أزمة الخبز، ليقول: "نعمل على عدم أتلاف أي كمية من الخبز في حال تم تفوره بين الفترة والأخرى، وإعداد أنواع من الأطعمة التي لا تتطلب أكل الخبز معها كالبرغل والأرز"،مشيراُ إنّ حالته كباقي معظم سكان البلدة لا يوجد لديها قدرة شرائية لشراء الخبز السياحي، ويضيف:"بسبب الارتفاع الكبير في سعر الكيلو منه والذي يبلغ أربع أضعاف الخبز العادي".
ويشكّك أخرون استمرار عمل المخابز الخاصة أو ما يعرف بـ "الخبز السياحي" وقدرة هذه المخابز على تلبية الطلب المتزايد لمادة الخبز، ويقول الحاج منصور، صاحب مخبز خاص يصنع الخبز السياحي: "لدينا احتياطي كافي من القمح، فنحن نقوم بشراء القمح من التجار بسعر مرتفع نسبياُ، لذلك يتوجهون إلينا بحثاُ عن مصلحتهم الخاصة"،أكد أنهم يضيفون فارق سعر شراء الطحين من الأسواق، منوهاً:"هذه الزيادة تضاف إلى قيمة الخبز السياحي على سعر المبيع،ولكن نحافظ على الجودة في إنتاج الخبز، وليس لدينا أي سبب للتوقف عن العمل".
ويشكو الأهالي إنّ أصحاب المخابز يفتعلون الأزمة كنوع من الضغط من أجل رفع احتياطها من مادة الطحين، ويقول سوزدار البالغ من العمر أربعون عاماً ويعمل في مجال التجارة الخاصة: "البعض يقوم بالمتاجرة بالطحين وذلك على حساب المواطن، فكل واحد طن من الطحين يربح 175 ألف ليرة سورية أي (ما يعادل350 دولار أمريكي) تقريباً في حال لم يتم خبزه".

"طحين تركي وغش محلي":

هذا ما ذكره الدكتور شوقي محمد الخبير في اقتصاديات النفط والطاقة المنحدر من مدينة القامشلي في منشور على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، قبل يومين وقال: "طحين تركي وغش محلي...؟ فاجئني وأحزنني صاحب أحد الأفران في قامشلو اليوم وهو يشكو لي: والله يا دكتور كيس الطحين صرنا نشتريه بـ 10 ألاف ليرة تقريباُ لأنه نحن نستعمل الطحين التركي، لماذا تركي والمستودعات مليئة بأجود أنواع القمح؟لأن معظم المطاحن المحلية لا تعمل والبعض يغش في الطحين، لذلك نشتري الطحين التركي لكي ننتج خبزاً جيداً".
ويتابع الدكتور شوقي ليقول: "تناولت خبزي وأطرقت رأسي أفكر، منطقتنا الزراعية... ثقافة الغش لدى المنتجين... الفقراء ومدى قدرتهم على تأمين خبز أولادهم، لا جدوى سوى أن نتأمل".
ولا يخفى على أحد أن محصول القمح منتج محلي وكميات إنتاجه فائضة عن الحاجة المحلية، بل ويتم تصديره إلى مناطق النظام والتي تعاني حالياُ من أزمة الخبز أيضاً، ويكمن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا النقص في مادة الطحين"!
ويعزو مسؤولي الإدارة الذاتية، بأن المنطقة تعيش حالة حرب ضد الإرهاب وتنظيم"داعش"،وتصاعد التهديدات التركية ولا يمكن في ظل هذه الظروف تلبية جميع حاجات المواطن، لكن يبقى رد الأهالي: "نحن من ينتج القمح، ونفتقد الخبز اليوم، فما هي الأسباب؟".